ملابس البحر المستعملة في مصر... توفير ومخاطر صحية

28 يوليو 2024
لملابس البحر المستعملة مخاطر صحية (فريد قطب/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تجربة أيمن سعيد وأسرته**: أيمن سعيد وزوجته يبحثان عن ملابس بحر مستعملة لأبنائهم في شارع خالد بن الوليد بالإسكندرية، حيث يجدون بدائل اقتصادية في ظل ارتفاع الأسعار.
- **مخاطر الملابس المستعملة وآراء المتسوقين**: بعض المتسوقين يرون في الملابس المستعملة حلاً اقتصادياً، بينما يحذر آخرون من المخاطر الصحية المحتملة، مع تفضيل البعض للملابس الجديدة لتجنب هذه المخاطر.
- **إجراءات الوقاية وآراء الخبراء**: بائع ملابس مستعملة يوضح إجراءات الوقاية مثل الغسل والتعقيم، بينما يحذر طبيب الأمراض الجلدية من المخاطر الصحية ويشدد على أهمية التعقيم الجيد.

على ناصية شارع خالد بن الوليد، أحد أشهر الشوارع التجارية في مدينة الإسكندرية شمالي مصر، يقف أيمن سعيد، وهو عامل بسيط في مصنع حلويات، أمام أكوام عالية كالتلال من ملابس البحر المستعملة المعروضة للبيع، يحاول العثور على ملابس بمقاسات ملائمة لأبنائه من أجل قضاء يوم مميز على الشاطئ. 
تبدأ زوجة سعيد مساعدته في الاختيار تمهيداً لرسم السعادة على وجوه أولادهما، واستبدال شعورهم بالضيق ورفضهم أحوالهم بسبب عجز والديهما عن شراء ملابس جديدة لهم ذات أسعار مرتفعة. ويمر الوقت من دون أن يجد الوالدان ما يناسب الأبناء فيبحثان في محلات مجاورة. 
ويشهد شارع خالد بن الوليد ازدحاماً كبيراً بعدما أصبح أكبر أسواق المدينة الساحلية، وهو يضم أصنافاً من المقتنيات، وأكواماً من الملابس المستعملة الملقاة هنا وهناك بأرخص الأسعار. تعلو أصوات المتنازعين على الأسعار تحت أشعة الشمس الحارقة، ويتسلق البعض الأكوام للبحث، ويتسابق آخرون للاختيار من بين الملابس مجهولة المصدر.
وتزدهر سوق الثياب المستعملة في معظم شوارع الإسكندرية بعدما دفع ارتفاع الأسعار وتدهور القوة الشرائية شريحة كبيرة من المواطنين إلى البحث عن بدائل تضمن شراء مستلزماتهم واحتياجاتهم حتى لو كانت مستعملة. وبعينين تشقان بصعوبة وجهاً مليئاً بتجاعيد ترتسم عليها معالم مرور الزمن، تنظر أم علي (63 سنة) بين أكوام الملابس المستعملة بحثاً عن قطع لحفيديها بأسعار منخفضة، فتجد ضالتها بعد طول عناء، ما ينعكس سعادة عارمة على وجه الطفلين.

يقبل كثيرون على أكوام الملابس المستعملة كون أسعارها أرخص

وما إن تقترب الجدة من أعتاب المحل لتدقيق النظر في القطع المستعملة في ضوء الشمس قبل بدء عملية التفاوض على الأسعار حتى تسمع تحذيرات من المارة بأن هذه الملابس قد تحمل مخاطر صحية بالغة على الطفلين. وتقول الجدة لـ"العربي الجديد": "ربنا الحافظ. لا أملك إلا فرصة شراء ملابس مستعملة. مررت على محلات بيع الملابس الجديدة، فوجدت أن الأسعار مرتفعة ولا تتناسب مع ميزانيتي البسيطة". 
من جهته، يقول أحمد الزغبي (30 سنة)، وهو من زبائن شارع خالد بن الوليد لـ"العربي الجديد": "اشتريت ملابس بحر مستعملة لأنها أرخص بكثير من الجديدة. ومع غسلها جيداً وتهويتها لا أخشى الإصابة بأي أمراض، بالنسبة لي التوفير أهم من الخوف من أمراض قد تكون فقط وساوس في العقول". يضيف: "أفعل ذلك منذ زمن بعيد للتحايل على ارتفاع الأسعار في ظل حصولي على دخل محدود، ولم أواجه أي مشكلة صحية مع غسل الملابس جيداً، وأرى أن الخوف مبالغ فيه بحال التعامل مع الملابس على نحو صحيح".

من الأفضل دفع سعر أعلى للحصول على ملابس بحر جديدة (فريد قطب/ الأناضول)
يفضل دفع سعر أعلى للحصول على ملابس بحر جديدة (فريد قطب/الأناضول)

في المقابل، تقول سارة علاء التي ترتاد شارع خالد بن الوليد، لكنها تقصد محلات الملابس الجديدة تحديداً، لـ"العربي الجديد": "لا أدري كيف يتجاهل البعض المخاطر الصحية المحتملة لشراء ملابس بحر مستعملة، فالعقل يقول إنه من الأفضل دفع سعر أعلى للحصول على ملابس بحر جديدة ونظيفة للحفاظ على الصحة والسلامة".
تضيف: "أفهم أن كثيرين يبحثون عن أسعار منخفضة، ويشترون ملابس بحر مستعملة، لكن يجب الحذر من المخاطر الصحية المحتملة فهذه الملابس قد تحتوي على بكتيريا أو طفيليات تتسبب بمشكلات صحية. لا أرغب أن أقامر بصحتي من أجل أسعار منخفضة".
ويقول محمد صالح، أحد بائعي ملابس البحر المستعملة ويقف أمام أكوام من البضائع، يدخن بشراهة وهو ينظر إلى المارة الذين يدعوهم إلى معاينة بضائعه التي يجددها كل صيف، لـ"العربي الجديد": "نتخذ العديد من الإجراءات الوقائية للتأكد من سلامة الملابس قبل عرضها للبيع. وبعد الحصول عليها من زبائن أو من تجار الملابس المستعملة المستوردة من الخارج (بالة) نغسلها ونعقمها جيداً بعد فحصها وفرزها للتخلص من أي قطعة ملوّثة أو متهالكة. كما نجفف كل الملابس جيداً تحت أشعة الشمس قبل عرضها، وننصح العملاء دائماً بغسل الملابس قبل الاستخدام وتهويتها جيداً، ولا نتردد في سحب واسترجاع أي قطعة يشتكي منها أحد العملاء، فسلامة زبائننا أولويتنا القصوى".

من جهته، يُوضح طبيب الأمراض الجلدية في الإسكندرية، إبراهيم عبد اللطيف، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "استخدام الملابس المستعملة قد يزيد احتمال الإصابة بأمراض جلدية معدية، والأطفال وكبار السن هم الأكثر عرضة للإصابة بسبب ضعف مناعتهم، خاصة في ما يتعلق بالإصابة بالبثور". ويشير إلى أن "الملابس الجديدة أفضل للصحة العامة، لكن إذا أصرّ البعض على المستعملة فلا بدّ من التوعية بأهمية الغلي والتعقيم جيداً قبل الاستخدام والتأكد من خلوها من بقع وغيرها من الأشكال الغريبة، فهناك احتمال لانتقال عدوى التهاب الكبد أو الإيدز، والتوعية بالمخاطر ضرورية لاتخاذ الاحتياطات".