أطلقت مجموعة من منظمات المجتمع المدني، تحت مسمى "التحالف العملياتي" الذي يضم المنتدى السوري، الدفاع المدني السوري، الجمعية الطبية السورية الأميركية "سامز"، المرحلة الثانية من أعمال تأهيل طريق كفرجنة -عفرين بريفي حلب الشمالي والشرقي، يوم الأحد، لتخفيف أعباء التنقلات عن المدنيين والحد من حوادث السير المتزايدة.
وقال عضو مجلس إدارة الدفاع المدني السوري، أحمد يازجي، لـ"العربي الجديد"، إن المشروع يغطي الطريق الرئيسي الذي يربط بين مدينتي عفرين وأعزاز، وباقي مناطق ريفي حلب الشمالي والشرقي، بما فيها مدن مارع وجرابلس والباب، ويسلك الطريق يومياً آلاف السكان، وسيكون تنفيذه على الطريق الرئيسي بطول 9500 متر".
وأضاف يازجي أن "أعمال تنفيذ المشروع بدأت في مرحلته الأولى مع بداية شهر أغسطس/آب الماضي بأعمال كشط الطبقة العلوية للأسفلت، سماكة من 1 سم حتى 3 سم، مع التنظيف، وتنفيذ طبقة أساس حصوي، لتبدأ اليوم المرحلة الثانية برش طبقة MC0 على كامل طبقة الأساس الحصوي، ثم تنفيذ طبقة المجبول الأسفلتي على طول 9500 متر، ووضع اللوحات الطرقية مع الإشارات المرورية والمطبات وفق المعايير العالمية، وبما يتوافق مع طبيعة السيارات، وتنفيذ التخطيط الآلي للطريق بالدهان الحراري مع البودرة الزجاجية، ووضع حواجز حماية لجانبيّ الطريق، وتركيب أعمدة الإنارة على طول الطريق، وصيانة كافة العبّارات المائية".
وتوقع يازجي نهاية المشروع حسب الإطار الزمني المخطط له، مع نهاية شهر سبتمبر/أيلول الجاري، من قبل الشركة المقاولة التي حصلت على رخصة تنفيذ المشروع وفق مواصفات محددة.
وأوضح المتحدث ذاته أن المشروع يتم تنفيذه من قبل ما أسماه "التحالف العملياتي"، وهو التحالف الذي تأسس في 25 مارس/آذار الماضي بعد زلزال 6 فبراير/شباط المدمر، بهدف العمل على تنفيذ مشاريع إعادة الحياة إلى المناطق المتضررة في مختلف القطاعات، ضمن الاختصاصات المتعددة التي تعمل بها كل مؤسسة من مؤسساته، والمساهمة في إعادة تأهيل المرافق الحيوية لتقديم الخدمات الأساسية للمدنيين على مستوى الصحة والتعليم والخدمات المعيشية الأساسية.
وأكد عضو مجلس إدارة الدفاع المدني السوري أن دور المشروع يصب في تخديم المواطنين والحد من حوادث السير التي زادت أخيراً بشكل ملحوظ وأودت بحياة الكثيرين، حيث تلعب "إعادة تأهيل الطرق دوراً محورياً في دعم قدرة المجتمع على الصمود والتعافي المبكر، وتحسين شبكات المواصلات وتعزيز الأنشطة الاقتصادية، وهو أمر حيوي لإعادة بناء الحياة، وتحقيق نتائج هادفة ودائمة".
وبين أنه "من الضروري اتباع نهج يتضمن جهوداً مشتركة بين المؤسسات العاملة في شمال غربي سورية، من خلال الجمع بين الموارد والخبرة والمشاركة المجتمعية. وتساهم هذه الجهود بشكل كبير باتباع طريق التعافي في سورية، وتضع الأساس لمستقبل أكثر استقراراً واستدامة، وأيضاً سيخفف المشروع من معاناة السكان المحليين من خلال تعزيز وصولهم إلى الخدمات الأساسية، مثل الرعاية الصحية والتعليم والأسواق وتعزيز فرص التعليم ووصول الطلاب للجامعات، كما يشكل فرصة مهمة للتشارك الفعال بين المؤسسات لإعطاء نتائج أفضل في الأعمال الخدمية ومشاريع البنية التحتية والتعافي المبكر".
وقال السائق لؤي النجم، وهو يعمل في عفرين، أن مشروع تعبيد الطرقات سيحد من الحوادث المتكررة التي تحدث من جراء الطرقات الوعرة والضيقة والمتصدعة، وأشار إلى أهمية المشروع الذي من شأنه تخفيف مأساة الحوادث وإنقاذ الأرواح.
وذكر تقرير سابق للدفاع المدني أن فرقه استجابت منذ بداية العام الحالي 2023، حتى الـ27 من أغسطس/آب الجاري، لأكثر من 983 حادث سير في مناطق شمال غربي سورية، وتسببت هذه الحوادث بوفاة 8 مدنيين، بينهم 3 أطفال، وإصابة 878 مدنياً بينهم 245 طفلاً، و110 نساء.
وأبرز التقرير أن "فرق الدفاع المدني تعمل بشكل دوري على تخفيف مأساة حوادث السير والمعاناة التي تتركها بشتى المجالات، وكان لفرق التوعية المجتمعية الدور الأساسي في محاولة للتخفيف من حوادث السير، عن طريق حملات التوعية المستمرة للمدنيين، للحد من الحوادث المرورية".