أفادت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، بأنّها تشعر بقلق بالغ إزاء انتشار الأمراض في قطاع غزة، وذلك في اليوم الثاني والأربعين من الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع وأهله.
وبحسب المنظمة، فإنّ القصف الإسرائيلي المستمر منذ أسابيع، تحديداً منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أدّى إلى اكتظاظ الملاجئ في مختلف مناطق قطاع غزة بصورة كبيرة، بالتزامن مع نقص شديد في الغذاء والمياه النظيفة، الأمر الذي ينذر بالأسوأ.
وأكد ممثّل المنظمة في الأراضي الفلسطينية ريتشارد بيبركورن: "نشعر بقلق بالغ بخصوص انتشار الأمراض عند حلول موسم الشتاء". ولفت بيبركورن خصوصاً إلى قلق من انتشار التهابات الجهاز التنفسي الحادة، وجدري الماء، والطفح الجلدي، والتهاب الكبد الوبائي.
أضاف بيبركورن أنّ أكثر من 70 ألف حالة عدوى تنفسية حادة رُصدت في قطاع غزة المكتظ، بالإضافة إلى أكثر من 44 ألف حالة إسهال، غير أنّه أشار إلى أنّ الأعداد أعلى بكثير من المتوقّع. ولفت إلى أنّ تواصل منظمة الصحة العالمية مع موظفيها على الأرض في قطاع غزة "صعب جداً" بسبب انقطاع الاتصالات.
“We are extremely concerned about the spread of the disease when the winter season arrives,” said Richard Peeperkorn, WHO Representative in the Occupied Palestinian Territory.
— Business Recorder (@brecordernews) November 17, 2023
Read more: https://t.co/PIiy4nJFnv#WHO #Gaza pic.twitter.com/uIn2H6KjCk
وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذّرت في السابق من "أنماط تبعث على القلق" في انتشار الأمراض في قطاع غزة، إذ تسبّب القصف والهجوم البري في تقويض النظام الصحي وإعاقة وصول المياه النظيفة وأدّى كذلك إلى تكدّس الناس في مراكز الإيواء.
وأدّى بدء موسم الأمطار واحتمال حدوث فيضانات إلى زيادة المخاوف من إرهاق شبكة الصرف الصحي في القطاع المكتظ بالسكان، وبالتالي انتشار الأمراض. وأدّى غياب الوقود بالفعل إلى إغلاق محطات الصرف الصحي ومحطات تحلية المياه، الأمر الذي يزيد من خطر تلوّث المياه وتفشّي الأمراض.
من جهته، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، اليوم الجمعة، بأنّ نحو 813 ألف نازح يقيمون في ما لا يقلّ عن 154 مركز إيواء تديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). وحذّر من أنّ "الاكتظاظ يؤدّي إلى انتشار الأمراض، بما في ذلك أمراض الجهاز التنفسي الحادة والإسهال، الأمر الذي يثير مخاوف بيئية وصحية".
وكان المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني قد أشار، أمس الخميس، إلى أنّ "70 في المائة من سكان جنوبي قطاع غزة لم يعودوا قادرين على الحصول على مياه نظيفة"، في حين أنّ مياه الصرف الصحي تفيض في الطرقات، معبّراً بالتالي عن شعور بالقلق إزاء تسجيل أمراض منقولة عبر المياه.
بدوره، قال مدير شؤون وكالة أونروا في غزة توماس وايت، أمس الخميس، إنّ مياه الصرف الصحي تتدفّق في شوارع مدينة رفح جنوبيّ قطاع غزة من كلّ المضخات، بسبب نفاد الوقود.
كذلك أشار إلى أنّ عدم توفّر الوقود يعني نقصاً في مياه الشرب، الأمر الذي يؤدّي إلى زيادة حالات الإسهال بنسبة 40 في المائة بين النازحين الذين لجأوا إلى مدارس وكالة أونروا. وأكّد أنّ سوء وضع الصرف الصحي والخدمات الطبية المحدودة قد يؤديان إلى "إسهال مميت".
مطالبة أممية بإتاحة دخول المصابين من قطاع غزة إلى مصر
من جهة أخرى، دعت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، إلى السماح بدخول المرضى والمصابين من قطاع غزة إلى مصر بصورة منتظمة لتلقّي العلاج، من أجل تخفيف الضغط على مستشفيات غزة المتهالكة. وشدّدت على وجوب إنشاء نظام لإخراج الحالات ذات الأولوية من القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقد خرج 25 مستشفى من أصل 36 في قطاع غزة عن الخدمة، فيما تكافح المستشفيات الأخرى لتقديم الخدمات المطلوبة. وأكد بيبركورن أنّ ما تقدّمه تلك المستشفيات "لا يكفي لدعم الاحتياجات التي لا نهاية لها والتي نشأت بسبب الأعمال العدائية". ودعا بيبركورن، في مؤتمر صحافي، إلى عمليات إجلاء طبي يومية ومستدامة من دون عوائق تكون آمنة للمرضى والمصابين بجروح خطرة إلى مصر المجاورة.
وتحدّث بيبركورن من القدس المحتلة، عبر تقنية الاتصال بالصوت والصورة، عن وجوب نقل ما بين 50 إلى 60 مريضاً بوتيرة يومية إلى مصر، حيث "سوف يحصلون على العلاج والرعاية المناسبَين"، مشدّداً على أنّهم "يستحقونها".
وبحسب المسؤول الأممي، فإنّه قبل اندلاع الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، كان ثمّة 3500 سرير في مستشفيات القطاع، أمّا الآن فيتوفّر نحو 1400 سرير. وقدّر الاحتياجات حالياً بـ"نحو خمسة آلاف سرير".
من جهة أخرى، قال بيبركورن: "نشعر بقلق بالغ على سلامة المرضى والعاملين في مجال الصحة، ليس فقط في مجمّع الشفاء الطبي، إنّما كذلك في المستشفيات الأخرى". وأشار إلى "وجوب حماية المرافق الصحية والعاملين الصحيين وسيارات الإسعاف والمرضى".
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)