يتباهى العديد من الأشخاص بثيابهم، إلّا أنّهم لا يدرون أنّها مصنوعة بأيدي عمّال، بعضهم يعاني من سوء الأوضاع والبعض الآخر شغوف ويعمل في راحة.
في السياق، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" قصص العديد من هؤلاء العمال، بمختلف فئاتهم. من بينهم، وحيد (38 عاماً)، العامل في باكستان، والذي يخيط الشراشف والستائر في مصنع للنسيج، منذ عشرين عاماً. يعمل سبعة أيام في الأسبوع لإعالة زوجته وابنيه. يتشاركون المنزل مع والديه وأخواته وأخوته. ويشير إلى أنّ "من الشائع جداً أن تُصاب أصابعك. ففي بعض الأحيان، تكسر الإبر، وتعلق في عظمك بعد اختراقها اللحم، وبالتالي عليك التوجه بمفردك إلى المستشفى".
بدورها، تشعر عاملة هندية، وهي تخيط السراويل والجوارب للأزياء السريعة (الملابس الرخيصة التي تلاحق الموضة) بضغطٍ كبير. وتقول: "علينا صناعة 90 إلى 120 قطعة بالساعة، العديد من العمال يخشون أخذ فترات راحة أو استخدام الحمام لأن ذلك سيضيع الوقت. ليس لدينا حتى حرية شرب المياه، وبعد مطالبات عدّة، أصبح يسمح لنا بجلب زجاجات المياه معنا".
من جهتها، تقول رومسينه (44 عاماً)، في إندونيسيا، والتي تعمل في مصنع ملابس محلي: "أعمل في المصنع منذ 26 عاماً. معظم زملائي من كبار السن، إنّه مصنع جيد، لذلك لا أحد يستقيل". وتتقاضى نحو 3.4 ملايين روبية (241 دولاراً) شهرياً. لكن تقول: "ابني يريد أن يصبح مدرّساً، لكن ليس لدينا ما يكفي من المال لإرساله إلى الجامعة".
كذلك، يعمل بوي تشي تانغ، في فييتنام، بالخياطة، لصالح إحدى العلامات التجارية، ويعتبر أنّ راتبه كافٍ لعائلته، ويقول: "أكسب ما بين تسعة إلى عشرة ملايين دونغ شهرياً (ما بين 388 و432 دولاراً تقريباً). خلال ساعات العمل التسع، يمكنني إنهاء ما بين 1000 و1200 قطعة من الدينم (تضليع نسيجي تصنع منه جيوب السراويل مثلاً)".
في المقابل، هناك عمال آخرون، في أوروبا مثلاً، يروون شغفهم في هذه المهنة، وأحوالهم الجيدة. تقول كاثرين غاميت، في فرنسا، التي تخيط الجلد لإحدى أهم الماركات العالمية: "أن أكون قادرة على الخياطة خلف الماكينة، وصناعة منتجات يدوية، فهذا هو شغفي". وأيضاً، يقول أنطونيو ريباني، في إيطاليا: "لا أكسب الكثير، وغالباً ما أعمل من 8 إلى 12 ساعة في اليوم. لكن لديّ مساعدون وحصلت على جوائز عدة عن عملي هذا".