استمع إلى الملخص
- أفادت إدارة "بريمار" بأن 75 شخصاً كانوا على متن القارب، وتم إنقاذ 35 مهاجراً، بينما رفض الباقون العودة إلى فرنسا.
- انتقدت منظمات إنسانية السياسات الحالية، وتعهد رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر والرئيس الفرنسي ماكرون بتعزيز التعاون لمواجهة ارتفاع عدد المهاجرين غير النظاميين.
لقي مهاجر مصرعه، اليوم الأحد، في أثناء محاولته عبور بحر المانش من فرنسا إلى بريطانيا، بواسطة قارب صغير مع عشرات من الأشخاص الذين يخوضون رحلة هجرة غير نظامية، في حين أفادت السلطات الفرنسية بأنّ المهاجرين على متن القارب المكتظّ رفضوا الجهود التي تُبذل من أجل إنقاذهم وأصرّوا على مواصلة رحلتهم المحفوفة بالمخاطر.
وتُعَدّ هذه الوفاة السابعة التي تُسجَّل بين مهاجرين في بحر المانش منذ 12 يوليو/ تموز الجاري، فيما أشارت الإدارة الفرنسية المسؤولة عن بحر المانش وبحر الشمال (بريمار) إلى أنّ ثمّة "ظاهرة جديدة" يلقى المهاجرون في خلالها مصرعهم بسبب الاكتظاظ والتدافع على متن القوارب وليس نتيجة الغرق.
وأفادت إدارة "بريمار"، في بيان، بأنّ 75 شخصاً كانوا على متن القارب الصغير الذي رُصد للمرّة الأولى قبالة ميناء كاليه في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد. أضافت أنّ سفناً من خفر السواحل والدرك البحري أُرسلت للتفتيش، وقد طلب مهاجرون على متن القارب المساعدة مع حلول الفجر. وتابعت الإدارة الفرنسية أنّ رجال الإنقاذ تمكّنوا من انتشال 35 مهاجراً، من بينهم شخص بدا أنّه "فارق الحياة" وقد نُقل في مروحية إلى مستشفى في بولوني-سور-مير. وقد أُعلنت وفاة المهاجر المُشار إليه في المستشفى، لكنّ السلطات لم تحدّد إذا كان رجلاً أم امرأة.
ولفتت إدارة "بريمار" إلى أنّ آخرين كانوا على متن القارب رفضوا إنقاذهم ومن ثمّ العودة إلى فرنسا، وآثروا متابعة رحلتهم إلى بريطانيا. وأكملت أنّه "بالنظر إلى مخاطر السقوط في البحر أو الإصابة التي قد يتعرّض لها الأشخاص في حالة التدخّل القسري، اتُّخذ قرار بالسماح لهم بمواصلة رحلتهم".
وفي ما يتعلق بـ"الظاهرة الجديدة" التي تتمثّل في وفاة مهاجرين في عرض بحر المانش بسبب التدافع، بيّنت إدارة "بريمار" أنّ أربعة رجال لقوا مصرعهم وهم على متن قارب هجرة غير نظامية مكتظ في أثناء محاولتهم الوصول إلى بريطانيا في 12 يوليو الجاري، ولقيت امرأة إريترية مصرعها في 17 منه، ورجل بعد ذلك بيومَين. وبشأن الحادثة الأخيرة التي سُجّلت في 19 يوليو الجاري، قال مسؤولون فرنسيون إنّ 86 شخصاً كانوا على متن القارب، وقد سقط خمسة منهم في البحر، من بينهم الرجل الذي خسر حياته. يُذكر أنّ 12 وفاة بين المهاجرين غير النظاميين سُجّلت في بحر المانش في عام 2023، لكنّ الحصيلة وصلت إلى 23 وفاة في عام 2024، وفقاً للسلطات البحرية.
Cette nuit une personne est morte lors d’une tentative de traversée de la Manche. C’est la septième en deux semaines. La colère et la tristesse nous habitent.
— L'Auberge des Migrants (@AubergeMigrants) July 28, 2024
Pour elles et contre ces politiques meurtrières : ni oubli, ni pardon.
وقد حمّلت منسّقة جمعية "لوبيرج دي زيميغران" (نَزْل المهاجرين) الإنسانية فلور جوديه مسؤولية مصرع المهاجر اليوم إلى السياسات المعتمدة في الوقت الراهن التي لا تؤمّن "ممرّات آمنة" للهجرة وتعتمد "القمع" مع الأشخاص الذين يخوضونها على طول الساحل. من جهتها، قالت نائبة رئيس جمعية "سلام" غير الحكومية كلير ميلّو إنّ أعداد المهاجرين تزيد يوماً بعد يوم في القوارب، واصفةَ الأمر بأنّه "مخيف". أضافت أنّ "الحلّ ليس في تحطيم القوارب"، إذ إنّ ذلك لن يؤثّر في المهاجرين الذين سوف تزداد أعدادهم في القوارب المتبقية، مشدّدة على أنّ "الحل يكمن في منحهم فرصة للبقاء والعمل" إذ ثمّة حاجة إلى المهاجرين.
تجدر الإشارة إلى أنّه بعد فوز حزب العمال البريطاني في الانتخابات العامة، في يوليو الجاري، تعهّد رئيس الوزراء الجديد كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعزيز "التعاون" بين الدولتَين من أجل التعامل مع الارتفاع الكبير في عدد المهاجرين غير النظاميين الذين يعبرون بحر المانش خصوصاً. كذلك ألغى ستارمر خطة حكومة المحافظين المنتهية ولايتها والقاضية بترحيل المهاجرين إلى رواندا، وتعهّد تكثيف حملة إنفاذ القانون ضدّ عصابات تهريب البشر وتسريع التعامل مع المهاجرين الذين يصلون الى بريطانيا.
(فرانس برس، العربي الجديد)