يمارس كثير من السوريين الذين هجّرهم النظام من منازلهم المهن التي اعتادوا عليها في مناطقهم الأصلية، والتي هجروها رغماً عنهم، ومن بينهم أكثر من 66 عائلة مهجرة تعيش حالياً في مخيم الزيتون قرب مدينة "كلي" شمالي إدلب، والذين يمارسون الزراعة في المخيم مثلما كانوا يفعلون في قريتهم "العوجا" الواقعة بناحية سنجار بريف إدلب الشرقي.
يعيش المهجرون في خيام مهترئة لا تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف بمخيم الزيتون، لكنهم يواظبون على زراعة أجزاء من الأرض التي يعيشون عليها لتكون مصدر رزق يعينهم على مواجهة صعاب الحياة الجديدة.
تزرع كل عائلة قسماً من الأرض بأنواع من الخضار، ويؤكد المهجر فيصل محمد هلال، لـ"العربي الجديد"، أن "هذه الخضراوات البسيطة تذكرني بمهنتي الأساسية في قريتي، كما أنها طعامنا في وجباتنا الرئيسية. نزرع الخس والبقدونس والبصل وخضروات أخرى".
ويقول المهجر فياض الحسن، لـ"العربي الجديد"، إن "زراعة الخضروات بجانب الخيمة توفر بعض المصاريف، وهي تكفي طعام العائلة عادة. سعر الخضراوات مرتفع، ولا أمتلك عملاً، وزراعتها تخفف الحمل، وأتمنى أن أعود إلى مهنتي في الزراعة بقريتي العوجا في أقرب وقت".
ويوضح المهجر محمد أبو قيس لـ"العربي الجديد"، أنه يزرع في الشتاء الخس والرشاد والثوم والبقدونس، وفي الصيف يزرع البندورة والخيار والبامية والفاصوليا، ويقول إن مساحة الأرض المزروعة صغيرة لعدم توفر المياه، وهي أبرز المشاكل التي تواجه التوسع في الزراعة بالمخيم، لكنها رغم ذلك توفر خضروات نظيفة، وتوفر المال في ظل غلاء الأسعار.
ويعاني سكان مخيمات المنطقة من مشكلات كثيرة، أهمها صعوبة توفير المحروقات للتدفئة، وعدم القدرة على تأمين الكهرباء، فضلاً عن ارتفاع أسعار معظم المواد الغذائية.