في وقت تعتبر الفيضانات وفقدان التنوع البيولوجي وارتفاع مستوى سطح البحر أكبر ثلاثة تهديدات ناتجة من التغيّر المناخي في رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان)، ترغب غالبية سكان هذه الدول في الابتعاد عن الوقود الأحفوري الملوّث، وتبني الطاقة المتجددة. لكن هذه الرغبة تصطدم بعراقيل "عدم فعل غالبية حكومات المنطقة ما يكفي لمواجهة هذه التهديدات عبر تطبيق سياسات صديقة للمناخ، وزيادة الإنفاق الأخضر"، بحسب ما يورده تقرير نشره معهد "إسياس - يوسف إسحق" للأبحاث الأمنية والسياسية" في سنغافورة.
وفي استطلاع للرأي نشره موقع "سترايتز تايمز" في إطار متابعة توقعات معهد "إسياس - يوسف إسحق"، قال 70 في المائة من المستفتين إن "تغيّر المناخ يمثل تهديداً خطراً ومباشراً"، ما يؤكد الحاجة الملحة لخفض الاعتماد على الفحم الأحفوري الذي يُستعمل لإنتاج الطاقة الأحفورية، ويستخرج الوقود الأحفوري من مواد مثل الفحم والغاز الطبيعي والنفط، ويعتبر أكبر مصدر منفرد لثاني أوكسيد الكربون الذي يرفع درجة الحرارة في كوكب الأرض (CO2).
وأيدت غالبية من المستفتين في سنغافورة وفيتنام وإندونيسيا أن الحدّ من الاعتماد على الوقود الأحفوري "سيؤدي إلى ألم قصير الأمد، في مقابل مكاسب طويلة الأجل".
وأجمع المشاركون في الاستفتاء على توافر إمكانات الإفادة من قطاع الطاقة المتجددة الناشئ في منطقة "آسيان"، فيما أبدت نسبة 46.1 في المائة من المستفتين اعتقادها بأن حكوماتهم تعلم بتهديدات تغيّر المناخ، لكنها لا تخصص موارد كافية لمواجهتها. ورأت نسبة 24.8 في المائة منهم أن حكوماتهم لا تولي اهتماماً كافياً بتغيّر المناخ، فيما اعتبر المشاركون في سنغافورة (41.8 في المائة) أن مواجهة التهديدات المناخية "أولوية عاجلة"، مقارنة بنسبة 2.9 في المائة فقط من التايلانديين.
إلى ذلك، كشف استطلاع أجراه مركز "بيو" للأبحاث، أن ثقة مواطني دول "آسيان" أقل في الجهود العالمية المبذولة لحل مشكلة التغيّر المناخي، خصوصاً من الصين والولايات المتحدة، لكنهم متحمسون في شأن الفرص الاقتصادية الناشئة من التحول الأخضر، ويطالبون حكومات بلدانهم بتشجيع الشركات على تبني الممارسات الخضراء وسن قوانين المناخ، وتخصيص مزيد من الدعم المالي لحلول خفض انبعاثات الكربون.
ويقول خبراء إن "شباناً كُثراً يخافون من تغيّر المناخ، ويعتبرون أن أشخاصاً قليلين مستعدون لإطلاق مبادرات، بينها الاستثمار في الطاقة المتجددة وبرامج الحفاظ على الغابات الإقليمية واستعادتها".