أدلى نازحو العراق في مخيمات النزوح بعدد من مناطق البلاد بمعلوماتهم في التعداد السكاني الذي انطلق أمس الأربعاء بعموم المحافظات، فيما دعوا لإنهاء معاناتهم الممتدة منذ عشر سنوات وإعادتهم إلى مناطقهم. وانطلق في العراق، صباح أمس الأربعاء، التعداد العام للسكان في عموم محافظات البلاد، وهو الأول من نوعه منذ العام 1997، وسط إجراءات أمنية مشددة وفرض حظر شامل على التجول لمحاولة تسهيل عمل الفرق المتنقلة التي تعمل على تدوين المعلومات من الأهالي.
نازحو العراق: نأمل إنهاء معاناتنا
واستهدفت عملية التعداد مخيمات النزوح التي ما زالت منتشرة في عدد من مناطق البلاد، فضلا عن النازحين خارجها. وأكد أعضاء فرق الإحصاء المتنقلة تعاون النازحين في الإدلاء بالمعلومات المطلوبة منهم بشكل عام، مشيرين إلى أنه جرى نصب خيام لكل فريق من فرق الإحصاء، ولم تواجه الفرق أي صعوبات عدا بعض التحديات التقنية.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة التخطيط العراقية، عبد الزهرة الهنداوي، في تصريح صحافي، إنه "سيتم احتساب النازحين بالتعداد أسوة بباقي العراقيين، ويمكن معرفة إن كان أي شخص نازحاً من خلال أسئلة ضمن استمارة التعداد السكاني تخص السكنَين السابق والحالي، مدة السكن الحالي والأسباب، مع ذكر رقم البطاقة الموحدة وجهة إصدارها، وأن كل تلك التفاصيل ستوضح بدقة أعداد النازحين والمناطق التي نزحوا منها وإليها".
فرق الإحصاء زارت مخيم بزيبز شرقي محافظة الأنبار، الذي يضم حتى الآن أكثر من 1500 عائلة من أهالي جرف الصخر والعويسات، ودوّنت معلوماتهم، وقد شكوا من حالهم المأساوي في ظل الأمطار وانعدام الخدمات داخل الخيم المتهالكة. وقال الحاج علي الجنابي (72 عاما): "هذا أول تعداد يسجل فيه النازحون"، مبينا لـ"العربي الجديد": "تعاونّا بشكل تام مع فرق الإحصاء ودونّا المعلومات المطلوبة كاملة"، مؤكدا أن "الحكومة التي تريد من هذا التعداد أن يعتمد لتحديد الحاجة للخدمات في البلاد، عليها أن تعمل أولا على إنهاء معاناتنا وإعادتنا إلى مناطقنا التي منعنا من العودة إليها". وشدد: "يجب أن تكون هناك أولويات في العمل، ملف النزوح ينبغي أن يكون الأول، ومن ثم الملفات الأخرى"، مناشدا رئيس الوزراء "متابعة الملف وإعادة النازحين".
في الأثناء، كشفت إحصائيات صادرة عن وزارة داخلية إقليم كردستان العراق تسجيل أكثر من مليون نازح ولاجئ في الإقليم، وفقا للتعداد السكاني الذي انطلق يوم أمس الأربعاء. وبحسب هيئة الإحصاء في الإقليم، فإن النازحين واللاجئين يشكلون نسبة 15% من سكان الإقليم بإجمالي 1,022,293 شخصا.
وتؤكد إحصائيات لمنظمات حقوقية عراقية أن عدد النازحين العراقيين يفوق مليون نازح، منهم 400 ألف نازح ممنوعون من العودة بشكل مباشر من قبل الفصائل المسلحة إلى جرف الصخر والعويسات ومناطق تكريت والمقدادية وغيرها.
وكانت الحكومة العراقية قد حددت يوم 30 يوليو/ تموز الماضي موعداً لإنهاء ملف مخيمات النازحين في العراق من خلال إغلاقها وتنفيذ عودة هؤلاء الطوعية، علماً أنّ وزارة الهجرة والمهجّرين العراقية شرعت بالفعل في إغلاق عدد من المخيمات نهائياً، إلا أنها قبل أيام قليلة من الموعد أجلت عملية التنفيذ، وقد ربطت ذلك بالعمل لتهيئة الظروف المناسبة لعودة العراقيين المهجّرين إلى مناطقهم الأصلية. أمّا تلك الظروف، فتتعلّق بالخدمات والأمن.