في مدينة مكسيكالي المحاذية للحدود مع الولايات المتحدة، تسجل الشرطة المكسيكية بين ثلاث وست وفيات لمدمني مخدرات مفترضين يومياً. ويقول المسؤول المحلي كارلوس روميرو: "يحصل ذلك غالباً بسبب الجرعات الزائدة لمخدر الفنتانيل الذي زاد استخدامه في المدينة".
واللافت أن انتشار "الفنتانيل"، وهو أفيون اصطناعي، في المكسيك، ارتبط أيضاً باستخدامه من قبل متعاطين كبديل للهيرويين، لكن حصول بعضهم على جرعات زائدة منه سبّب وفاتهم.
وتروي إيلينا أنها نجت سابقاً من جرعة زائدة لمخدر "الفنتانيل"، بعدما أعطيت قارورة "نالوكسون"، وهو ترياق يوقف موقتاً آثار الأفيون، ثم خفّضت من خلال ارتيادها قاعة "سالا"، وهي غرفة رائدة في أميركا اللاتينية للاستهلاك المنخفض للمخدرات، جرعتها اليومية إلى النصف.
بدوره، يقول البائع المتجول ريكاردو (59 عاماً) الذي يتعاطى الهيرويين منذ 26 عاماً، ونجا أيضاً من "الفنتانيل": "عندما استبدلت الهيرويين بمزيج من فنتانيل تعرضت لجرعة زائدة نجوت منها".
ويوضح منسق الصليب الأحمر في المكسيك، خوليو بوينروسترو، أن الإصابات بجرعات زائدة من "الفنتانيل" تشكل 25 في المائة من حالات الطوارئ في المستشفيات. أما المسؤولة في الصليب الأحمر، فتؤكد أن "نالوكسون ينقذ الأرواح، ومن دونه يكون خروج المدمن من الأزمة ببطء".
لكن "نالوكسون" لا يصل في شكل منتظم إلى المكسيك، ما يدفع الأطقم الطبية وعناصر الإطفاء والشرطة إلى محاولة طرق باب منظمة "فيرتر" التي تستورد الدواء من الولايات المتحدة حيث يباع بلا وصفة طبية.
ويشكّل "الفنتانيل" موضوع خلاف بين واشنطن ومكسيكو، إذ تزعم واشنطن أن المافيا المكسيكية تهيمن على إنتاج هذه المادة وتهريبها، علماً أن مكوناتها الكيماوية مستوردة من الصين.
والأسبوع الماضي أعلنت المكسيك أنها اتفقت مع الصين وكوريا الجنوبية لمكافحة تهريب "الفنتانيل" الذي سبّب نسبة 67 في المائة من وفيات الجرعات الزائدة بالمخدرات في الولايات المتحدة عام 2021.
و"الفنتالين" أقوى كمسكن نحو 100 مرة من المورفين و50 مرة من الهيرويين. وتصفه إدارة مكافحة المخدرات الأميركية بأنه "أكبر تهديد مخدرات قاتل واجهته الولايات المتحدة".
(فرانس برس)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
