ما هي الطريقة الأفضل لتربية الفتيات؟ هل يكون التركيز على تنشئة طفلات سلوكهن حسن ومطيعات أم يعتنقن مبادئ الحرية والاستقلالية؟ أناستازيا، وهي أم لطفلتين، أرادت مشاركة تجربتها في موقع "برايت سايد"، مشيرة إلى أهمية تنشئة فتيات قويات، ومدافعات عن حريتهن غير آبهات بالأفكار النمطية التي يفرضها المجتمع. وترى أنّ القول للطفل إنّ الداخل أهم من المظهر الخارجي هو تفصيل مهم. لكن، عندما يتعلق الأمر بالفتيات، غالباً ما يشار إلى جمالهن أولاً، كما لو أنّه إنجازهن الرئيسي. في هذا السياق، يوصي الخبراء بالاهتمام بتعزيز فكر الفتيات ومهاراتهن الإبداعية وسلوكهن. هذا لا يعني أنّه لا يمكن إخبار الفتاة بأنّها جميلة. حتى أناستازيا تقول لابنتيها إنّهما جميلتان مرات عدة في اليوم. لكنّها تفعل ذلك بعدما تكون قد مدحت تفاصيل أكثر أهمية لديهما.
وكثيراً ما تربّى الفتيات على ضرورة الإصغاء إلى أمهاتهن وعدم مجادلتهن. لكن، هل الأم دائماً على حق؟ حتى لو كانت كذلك، فلماذا يجب أن يتفق معها الطفل؟ تقول أناستازيا إنّها بعدما أصبحت أماً، أدركت أنّها أخطأت كثيراً، وقد تخطئ في المستقبل. في هذا الإطار، يرى الخبراء أنّ الفتاة يجب أن تكون قادرة على تحدي الأهل، لتفعل الأمر نفسه مع زملاء الدراسة والمعلمين والشريك وآخرين. ليس مهماً تعليم الفتاة قول لا في بعض الأحيان فقط، بل أيضاً كيفية شرح وجهة نظرها والدفاع عنها.
وتشير أناستازيا إلى ضرورة السماح للفتيات باتخاذ بعض الخيارات في العالم الحديث الذي نعيش فيه، وهو ما يجد كثيرون صعوبة في تحقيقه لأنّهم لم يتعلموا الأمر في مرحلة الطفولة. وتقول: "أحاول أن أعطي ابنتيّ الفرصة لاختيار أشياء لنفسيهما كلما أمكن ذلك. بعدما بلغتا عامين، بات يمكنهما تحديد اللعبة التي ترغبان في شرائها أو لون الفستان الذي تريدان ارتداءه، ووجبة الإفطار المفضلة لديهما".
وفي المستقبل، ستختاران الهوايات التي تريدان تنميتها. صحيح أنّ من المحتمل أن تتوقفا عن العديد من هذه الأنشطة، لكن من الأفضل تجربة الأشياء لمرة واحدة بدلاً من الندم على عدم القيام بذلك في وقت لاحق.
إلى ذلك، تؤمن إستير وجسيكي، مؤلفة الكتاب الأكثر مبيعاً في العالم "كيف تنشئ أشخاصاً ناجحين؟" بأنّ الأهل يبالغون في حماية أطفالهم في الوقت الحالي، ما يؤدي إلى تكوين جيل غير قادر على تحمل المسؤولية. الكثير من الشباب لا يدركون ببساطة أنّهم يستطيعون حلّ مشاكلهم بأنفسهم، من دون الأهل. وهذا لا يعد مفيداً في المستقبل.