نقص الأدوية يضاعف معاناة مرضى القامشلي السورية

24 سبتمبر 2024
إمكانات علاجية محدودة في القامشلي (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- يعاني مرضى القامشلي من نقص حاد في الأدوية، خاصة أدوية الأمراض المزمنة مثل السكري والقلب والكلى، منذ أربعة أشهر، مما يضطرهم للبحث عن بدائل بتكاليف باهظة.
- رئيس اتحاد صيادلة القامشلي يشير إلى أن المخزون الحالي يكفي لستة أشهر، لكن بعض الأدوية مفقودة بسبب قطع حكومة النظام السوري إمدادات الأدوية.
- المرضى يواجهون صعوبة في الحصول على الأدوية، حتى البدائل غير متوفرة، مما يزيد من معاناتهم ويجبرهم على دفع أسعار مرتفعة.

يعاني المرضى في مدينة القامشلي شمال شرقي سورية من أزمة منذ أربعة أشهر بسبب عدم توفر الأدوية في الصيدليات، خاصة أدوية الأمراض المزمنة. مع صعوبة توفير مصادر بديلة لهذه الأدوية. 

يقول الصيدلي أحمد خليفة لـ"العربي الجديد" إن الأدوية التي تعاني عجزا هي أدوية القلب، والسكري، وأدوية الكلى ولا تتوافر في الصيدليات رغم احتياج المرضى لها، مضيفا: "تفتقر الصيدليات أيضا لأدوية الغدة الدرقية ودواء "يورايد" للكلى. وهي من الأدورية الضرورية التي يجب أن تتوافر باستمرار، ولكن لا أعلم سبب فقدانها، لأنني لا أعرف مصدرها ومن يتحكم بهذه الأدوية".

ومن أشد المحتاجين للأدوية في الوقت الحالي مصابو الأمراض المزمنة، ومنهم عبد العزيز السالم، أحد سكان مدينة القامشلي، حيث قال لـ"العربي الجديد": "أنا مريض سكري، وفي غالبية الأوقات يكون الدواء مفقودًا، وزوجتي أيضًا مريضة والدواء الخاص بها مفقود في الصيدليات، لذلك يرسل لنا الأولاد الدواء من إقليم كردستان بتكاليف باهظة".

وبخصوص النقص في الأدوية، يقول رئيس اتحاد صيادلة القامشلي، كاميران مجدل بك، لوكالة "هاوار" المقربة من الإدارة الذاتية، إن "المخزون المتوفر من الأدوية في المستودعات حاليًا يكفي لقرابة ستة أشهر، لافتًا إلى أن بعض أنواع الأدوية قد فُقدت، ومنها الأدوية الخاصة بالضغط، والسكري، وقطرات العيون". ويعود سبب النقص في الأدوية، وفقًا لمجدل بك، إلى قطع حكومة النظام السوري إمدادات الأدوية إلى المنطقة.

ويشتكي أيضا علي جواني من فقدان الأدوية، وهو من سكان مدينة القامشلي، قائلا لـ"العربي الجديد": "لا توجد أدوية في الصيدليات، وأدوية الأمراض المزمنة بشكل عام مفقودة"، مضيفا: "حتى الأدوية البديلة غير متوفرة. دواء الكلى مفقود حاليًا منذ شهرين أو ربما أكثر، ولا نعلم متى سيتوفر". وتابع: "الوضع صعب، المرضى لا يجدون الأدوية، وحتى الناس تدفع أسعارًا أعلى للحصول عليها. الوصفة نجد جزءا منها أو لا نجدها، والسعر يتحكم فيه الصيدلي حسب ما يريده، ونحن مجبرون على شراء الدواء".

وتوقف إمداد المنطقة بالأدوية عبر مناطق النظام منذ قرابة أربعة أشهر،حيث كشف خليل عادل، أحد صيادلة مدينة القامشلي، لـ"العربي الجديد" أن المرضى في وقت سابق كانوا عندما يأتون إلى صيدليته، يطلبون دواءً محددًا من شركة معينة دون قبول البديل. وأضاف: "في الوقت الحالي، لا البديل متوفر ولا حتى الدواء الأساسي، هناك أزمة كبيرة يعانيها المرضى بشكل عام في المنطقة"، معلقا: "في العادة، تقطع إمدادات الأدوية لمدة شهر أو شهرين كحد أقصى، لكن في الوقت الحالي هذه الإمدادات مقطوعة منذ حوالي أربعة أشهر. هناك نقص في الأدوية، كما تغيرت آلية التوريد من قبل النظام. وعلمنا أن وزير الصحة لا يعطي موافقات لتوريد الأدوية إلى المنطقة شمال شرق سورية".

ووفق ما أوضحه المنسق في شبكة الإنذار المبكر الطبيب محمد الصالح، لـ"العربي الجديد"، فإن من الأمراض المزمنة أمراض السكري والقلب والأوعية الدموية والأمراض المرتبطة بالصحة العقلية. 

المساهمون