نقص في الوقود والمستلزمات الطبية يهدّد مستشفى العودة في غزة

15 اغسطس 2024
في مستشفى العودة بمخيّم النصيرات وسط قطاع غزة، 14 يوليو 2024 (إياد البابا/ الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حذّر محمد الشطلي من تداعيات نقص الوقود والمستلزمات الطبية على المرضى والجرحى في مستشفى العودة، مما يهدد حياتهم.
- يعاني المستشفى من ضعف القدرة الاستيعابية لقسم الاستقبال والطوارئ، حيث يستقبل يومياً نحو 500 مريض وجريح، وتم إنشاء خيمة للعيادات التخصصية كحل مؤقت.
- تعمل جمعية العودة الصحية والاجتماعية على إنشاء مستشفى ميداني بسعة 65 سريراً لزيادة القدرة الاستيعابية، حيث استقبلت خيمة الطوارئ نحو 62 ألف حالة منذ بداية الحرب.

حذّر المتحدث باسم مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة محمد الشطلي، اليوم الخميس، من تداعيات نقص الوقود والمستلزمات الطبية على المرضى والجرحى، من جرّاء الحرب المتواصلة التي تشنّها قوات الاحتلال على الفلسطينيين في القطاع منذ أكثر من عشرة أشهر. وأكد الشطلي لوكالة الأناضول: "نعاني من نقص في الأدوية والمستلزمات الطبية والأوكسجين والوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء الاحتياطية"، مضيفاً أنّ ذلك "يؤثر في عمل أقسام المستشفى وعمل كوادره، وبالتالي على حياة المرضى والجرحى".

وأوضح الشطلي أنّ "مستشفى العودة يعاني من تحديات جمّة كما حال المؤسسات الصحية والخدماتية الأخرى العاملة في قطاع غزة، في ظلّ استمرار الحرب الإسرائيلية المدمّرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023". أضاف أنّ "أبرز التحديات يكمن في ضعف القدرة الاستيعابية لقسم الاستقبال والطوارئ الذي يضمّ ستة أسرّة فقط"، مبيّناً أنّ هذا "لا يتناسب مع عدد المرضى والجرحى الذين يحتاجون إلى رعاية طارئة، إذ يستقبل المستشفى يومياً نحو 500 مريض وجريح".

وأشار الشطلي إلى "إنشاء خيمة للعيادات التخصصية في حرم المستشفى من أجل التغلّب على هذا التحدي، فعدد المستفيدين (من المعاينات) يتجاوز 600 مستفيد يومياً، لكنّه حلّ مؤقت لا يفي بالحاجة الملحة إلى توسعة حقيقية لمرافق المستشفى".

وتابع الشطلي أنّ ثمّة "مرضى وجرحى كثيرين في حاجة إلى الخضوع إلى عمليات جراحية، لكنّ حاجتهم تصطدم بشحّ الكفاءات البشرية من جرّاحين ومتخصصين"، ويترافق ذلك مع "ندرة في المواد ونقص في المعدات والأجهزة الطبية من قبيل أجهزة المناظير وأجهزة الأشعة"، مجدّداً الإشارة إلى "ضعف القدرة الاستيعابية للمستشفى". وأكمل الشطلي أنّ "المستشفى يضمّ 40 سريراً مخصّصة للمرضى والجرحى، وهي غير كافية مع زيادة الهجمات الإسرائيلية وبالتالي زيادة أعداد حالات الاستشفاء".

62 ألف حالة في خيمة طوارئ مستشفى العودة

وفي إطار التوسّع وتحسين الخدمات، أفاد الشطلي أنّ جمعية العودة الصحية والاجتماعية التي تشغّل مستشفى العودة تعمل لإنشاء مستشفى ميداني بسعة 65 سريراً لاستقبال مرضى والجرحى، الأمر الذي من شأنه أن يزيد القدرة الاستيعابية للمستشفى إلى 105 أسرّة". وشرح أنّ المستشفى الميداني سوف يتضمّن قسماً للاستقبال والطوارئ بسعة 21 سريراً، ثلاثة منها مخصّصة للإنعاش، بالإضافة إلى قسم للعيادات الخارجية، من أجل تخفيف معاناة المرضى والجرحى وتخفيض قائمة انتظار العمليات الجراحية.

أضاف الشطلي أنّ خيمة الطوارئ والاستقبال في مستشفى العودة استقبلت "نحو 62 ألف حالة، من بينها 8 آلاف جريح و1700 شهيد". وبخصوص الخدمات الصحية، قال الشطلي إنّ مستشفى العودة يُعَدّ المزوّد الرئيسي للخدمات الخاصة بالأمراض النسائية والتوليد في المحافظة الوسطى. وبيّن أنّ عدد اللواتي قصدنَ قسم النساء والولادة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بلغ نحو 40 ألفاً، في حين سُجّلت في القسم "سبعة آلاف ولادة طبيعية و1200 ولادة قيصرية".

ولا يُعَدّ النقص الذي يعاني منه مستشفى العودة مستغرباً بعد أكثر من عشرة أشهر من الحرب المتواصلة على قطاع غزة، إذ إنّ الاحتلال الإسرائيلي عمد منذ بداية العدوان إلى تشديد حصاره على القطاع ومنع إدخال كلّ المواد الأساسية إلى الفلسطينيين الذين تستهدفهم قواته. كذلك يأتي منع إدخال الإمدادات، لا سيّما الطبية منها والمنقذة للحياة بالإضافة إلى الوقود، في سياق استهداف المنظومة الصحية في القطاع. وهذا الاستهداف يُدرَج في إطار حرب الإبادة الجماعية التي ترتبكها القوات الإسرائيلية بحقّ الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة المنكوب.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون