نقلت السلطات المحلية في شمال سورية، مساء الخميس، الطفلة شام الشيخ محمّد وشقيقها إلى تركيا للعلاج، بعد إصابتهما على غرار ناجين كثر من الزلزال بمتلازمة "هرس الأطراف"، وفق ما أفاد مراسل "فرانس برس" ومسؤولان محليان.
وتُعد شام وشقيقها عُمر (15 عاماً) أول ضحيتين للزلزال يُنقلان من المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق لتلقي العلاج خارج البلاد، وفق ما قال المسؤول في معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا مازن علوش.
الطفلة شام و أخوها بمشفى أضنة في تركيا بدون أي عناية بسبب كثرة الحالات ولا يوجد أسرّة وحالة الطفلين كل ما عم تسوء .
— Nezar Zibn (@NezarZibn) February 24, 2023
والدهم مارح يسامح يلي كان السبب بخروجهم إلى تركيا وعدم متابعة حالتهم .
أناشدك بالله #تركي_آل_الشيخ تشوف حالهم#زلزال_سوريا#شام#بدي_ارجع_عسوريا pic.twitter.com/DwwIlfIaOt
وعند معبر باب الهوى، شاهد مراسل "فرانس برس" سيارتي إسعاف تدخلان من الجانب التركي لتتسلما الطفلين اللذين رافقهما والدهما وعمتهما.
وبقيت شام (تسع سنوات) 40 ساعة تحت الأنقاض بعد انهيار منزلها وسقوط السقف على ساقيها، وتواجه، وفق الأطباء الذين يتولون رعايتها، خطر بتر رجليها على مستوى الساقين كما أنها معرضة لمشكلات في القلب والكلى.
وقال محمّد الشيخ محمّد، والد الطفلين، "وضع شام حرج"، مشيراً إلى أن عمر مصاب أيضاً في ساقيه.
وأوضح شادي حاج حسين، المسؤول في وزارة الصحة التابعة لحكومة "الإنقاذ" التي تدير شؤون المنطقة الواقعة تحت سيطرة هيئة تحرير الشام، أن نقل شام وشقيقها جاء بعد التدقيق في حالتهما الصحية، وخصوصاً شام التي تواجه وضعاً حرجاً.
وقال لـ"فرانس برس" إن "حالة شام صعبة طبياً وتحتاج لدقة أكثر في العلاج وتخصصات واستشارات عدة غير متوافرة في المناطق المحررة"، مشيراً إلى أنه بعد مراجعة حالتها وحالة شقيقها "تم التنسيق مع وزارة الصحة في الجانب التركي (...) وقد أتانا الرد اليوم".
ودمر الزلزال الذي ضرب سورية وتركيا المجاورة منزل ذوي الطفلة في مدينة أرمناز في ريف إدلب الشمالي الغربي، وتسبّب في مقتل أمها وشقيقتها، بينما نجت مع اثنين من أشقائها ووالدها.
وتصدّر مقطع فيديو يوثق إنقاذ شام مواقع التواصل الاجتماعي، وظهرت فيه ممددة تحت الأنقاض تتحدث مع عناصر الإنقاذ، تطلب عبوة ماء وتقترح عليهم كيف يمكن سحبها أو تدندن معهم أغنية تحمل اسمها.
ونشرت الخوذ البيضاء، الدفاع المدني في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق، تغريدة الأسبوع الماضي، طلبت فيها "الدعاء لشام وكثر مصابين بالزلزال، يعانون من حالة طبية اسمها متلازمة الهرس".
يوضح الأطباء العاملون في شمال غرب سورية أن وضع شام مماثل لحالات عدة أشخاص استقبلوهم إثر الزلزال الذي أودى بـ3,688 شخصاً في خمس محافظات سورية.
وأفاد مصدر حكومي سوري "فرانس برس"، صباح الخميس، أن السلطات السورية في دمشق "أمنت علاج ستة أطفال سوريين مصابين بمتلازمة الهرس في دولة الإمارات"، التي قادت جهود الإغاثة والمساعدات في مناطق سيطرة الحكومة.
وأشار إلى أن السلطات اقترحت نقل شام للعلاج في الخارج، لكن طلبها جوبه بالرفض، الأمر الذي نفته إدارة المستشفى حيث كانت تتلقى العلاج.
(فرانس برس)