يزداد الإقبال على بسطة السوري هشام عبدو اليوسف قرب مدينة معرة مصرين، إذ يُقدّم المشروبات الشعبية الباردة بأسعار رمزية وطعم مميز بشهادة جميع الزبائن، وخاصة مشروب التمر الهندي، بالتزامن مع استمرار موجة الحرّ في محافظة إدلب، شمال غربي سورية.
ويُفضّل بعض الزبائن الجلوس على مقاعد اليوسف تحت ظل أشجار الزيتون للاستمتاع بالمشروب البارد، فضلا عن أخذ قسط من الراحة.
صناعة التمر الهندي هي مهنة عائلة اليوسف الأساسية، لكن هشام لم يكن يعمل فيها إلا خلال شهر رمضان فقط، إذ كان موظفا حكوميا قبل اندلاع الثورة السورية منذ ثلاثة عشر عاما، وفي سنوات الثورة السورية أصبحت هي المهنة الأساسية التي يعيش منها هو وعائلته.
اللباس العربي والطربوش وأباريق التمر الهندي والكؤوس هي كل ما أخرجه اليوسف من منزله بعد تهجيره من قريته كفرومة بريف إدلب الجنوبي منذ أربع سنوات، وأصبحت هي رفيقة دربه من نزوح لآخر ومن مخيم لآخر، وهي الوسيلة التي يعيش من خلالها ويستمتع بالعمل فيها.
يقول هشام لـ"العربي الجديد": "معدات صناعة التمر الهندي بسيطة جدا، أستطيع نقلها حسب المخيم الذي أعيش فيه وأعتمد على عائدها لكي أعيش من خلاله، وخاصة بعد توقف المساعدات الإنسانية، فكل رأس مالي فيها هي الأباريق والثلج وبعض الكراسي والطاولات التي أضعها مستفيدا من ظلال شجر الزيتون".
يستقبل اليوسف زبائنه بابتسامة لا تفارقه ويسألهم عن طلبهم، فقد أضاف لصناعة التمر الهندي مشروب الجلاب والعرقسوس، ويستخدم طربوشه لوضع النقود الورقية فيه، فهي ميزة يختص بها جميع الأشخاص المحافظين على هذا التراث وما زالوا يعدون المشروبات التراثية.