تسعى الحكومة البريطانية، في ظل ارتفاع أصوات الخبراء في مجال التربية، إلى تغيير بعض الإجراءات الخاصة بنظام القبول الجامعي، حيث عقدت وزارة التعليم أخيراً اجتماعاً حول الانتقال إلى نظام قبول "ما بعد المؤهلات"، أي قبول الطلاب في الجامعات وفق إجراءات وتقييمات لا تتعلق فقط بالعلامات المدرسية، بل بالمؤهلات النفسية والخبرات العملية، وسط مخاوف بشأن دقة الدرجات المتوقعة.
هذه الإجراءات جاءت بعدما رأت سامانثا برايس، الرئيسة الجديدة لجمعية مدارس البنات في المملكة المتحدة، أنه من المعتاد أن ينتظر الطالب فترة 3 إلى 6 أشهر، يخوض خلالها ما يسمى فترة العمل التجريبي والدروات التقنية، بعد الانتهاء من المدرسة وقبل الدخول إلى الجامعة، وفي هذه الفترة يعيش الطلاب في قلق خوفاً من أن لا تكون درجاتهم المدرسية مناسبة أو مقبولة للدخول الجامعي.
وتدعم برايس إجراء إصلاح شامل لطلبات الالتحاق بالجامعة والابتعاد عن ربط القبول الجامعي بالدرجات المدرسية.
يعتقد بعض خبراء التربية في المملكة المتحدة، بحسب تقرير صادر عن صحيفة "ذا تايمز"، أن النظام الذي يتلقى فيه التلاميذ عروضاً من الجامعات بعد حصولهم على درجاتهم في المستوى A غير عادل وعلى الجامعات تغيير هذا النظام.
تقول برايس "عادة ما يتم قبول الطلاب بعد مضي فترة من ترك المدرسة، حيث تبدأ الجامعة في يناير/كانون الثاني، ويكونو قد أمضوا ما كان يمكن أن يكون الفصل الأول في تعلم المهارات الحياتية واستكمال تجربة العمل".
وتضيف برايس "بدلاً من التفاوض بشأن الدرجات المتوقعة والقلق بشأن ما إذا كانت ستحقق الدرجة التي يعتمد عليها مكانهم الجامعي، يمكن للطلاب التركيز على دراستهم والاستمتاع بالصداقات والفرص اللامنهجية التي تعزز الحياة في سنتهم الدراسية الأخيرة، والتي لا تقل أهمية عن مستقبلهم على المدى الطويل".
ووفق برايس، يمكن للطلاب استخدام فصل الخريف لتأمين الخبرة العملية والتركيز على بناء المهارات في مجالات، مثل محو الأمية المالية بمساعدة مدارسهم السابقة قبل بدء دورات للحصول على درجة علمية في يناير.