هل تحمل حيوانات الكسلان مضادات حيوية مستقبلية؟

29 ابريل 2023
حيوانات الكسلان
+ الخط -

يسعى أحد الباحثين إلى اكتشاف مضادات حيوية جديدة في كوستاريكا من خلال دراسة البكتيريا الموجودة في وبر حيوانات الكسلان، بعدما لاحظ أن هذه الثدييات الاستوائية لا تمرض إطلاقاً.

ويشير ماكس شافاريا من جامعة كوستاريكا إلى أنّ الكسلان تمتلك في وبرها بيئة حيوية فريدة من الحشرات والطحالب والبكتيريا يُعتقد أنها توفر حماية لها.

ويضيف" إذا درس أحدهم وبر حيوانات الكسلان، فسيرى حركة للعث وأنواع مختلفة من الحشرات (...)، وعندما تعيش أنواع كثيرة من الكائنات الحية في مكان ما، ينبغي أن يكون هناك نظام يتحكم بها".

الصورة
حيوان الكسلان (Getty)
يعيش الكسلان في مناخ رطب مع درجات حرارة تراوح بين 22 و30 درجة مئوية (Getty)

وخلال أعماله البحثية التي بدأها في عام 2020، أثبت العالِم أن ما اكتُشف عبارة عن "كائنات دقيقة قادرة على إنتاج مضادات حيوية تنظّم وجود العوامل المسببة للأمراض في فرو الكسلان".

ويشير شافاريا، الذي نشر نتائج دراسته في مجلة "إنفايرنمنتل مايكروبايالدجي" إلى أنّ "هذه البكتيريا تنتمي إلى نوعي  روثيا وبريفيباكتيريوم"، وتكمن المسألة في ما إذا كان سيُسمَح مستقبلاً باستخدام هذه المضادات الحيوية كالأدوية للبشر.

وتعيش حيوانات الكسلان التي تضم كوستاريكا نوعين منها هما الكسلان شاحب الحنجرة (Bradypus variegatus) وكسلان هوفماني (Choloepus hoffmanni)، فوق أشجار الغابات الاستوائية في أميركا الوسطى وتحديداً على الساحل الكاريبي لكوستاريكا، في ظل مناخ رطب مع درجات حرارة تراوح بين 22 و30 درجة مئوية.

اكتشاف كائنات دقيقة قادرة على إنتاج مضادات حيوية تنظّم وجود العوامل المسببة للأمراض في فرو الكسلان

وتُعتبر أعداد هذه الحيوانات الموجودة أيضاً في بوليفيا والبرازيل وكولومبيا والإكوادور وهندوراس ونيكاراغوا وبنما والبيرو وفنزويلا في حال "تدهور"، بحسب الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.

وفي كوستاريكا، تدير الأميركية جودي أيفي محمية كاهويتا للكسلان التي أسستها مع زوجها الراحل لويس أرويو، وتستقبل المحمية الحيوانات المعرضة لإصابة وتوفر رعاية لها.

وكانت جودي تعيش في ألاسكا ولم تكن علم بوجود هذه الحيوانات حتى وصولها إلى كوستاريكا.

وفي عام 1992، استقبل الزوجان أول حيوان كسلان ووفّرا علاجاً له. ومذّاك، استقبلت محميتهما الواقعة على ساحل البحر الكاريبي على بعد حوالى مئتي كيلومتر من سان خوسيه نحو ألف كسلان.

وكان من البديهي أن يلجأ ماكس شافاريا إلى جودي أيفي لدراسة الكسلان التي تلقى رعاية عقب تعرضها لصعقة كهربائية على أسلاك ذات ضغط عال، أو لحادث تصادم أو لإصابة جراء مهاجمتها من كلب أو تلك التي انفصلت عن أمهاتها عندما كانت صغيرة.

وتقول جودي "لم نستقبل إطلاقاً كسلان مريضاً (...) وبعض الحيوانات التي احتضناها كانت معرضة لحروق نتيجة تعرضها لصعقة كهربائية وأياديها مُصابَة (...) لكنّ أياً من الحيوانات لم يكن مُصاباً بمرض".

وجزّ ماكس شافاريا كمية من وبر 15 قرداً تنتمي إلى النوعين وأخضعها للدراسة في أحد المختبرات.

وبعد ثلاث سنوات من العمل البحثي، أحصى العالم حوالى عشرين "مرشحاً" لإنتاج المضادات الحيوية، لكن لا يزال يتعين إجراء أبحاث كاملة لمعرفة احتمال استخدامها لدى البشر.

ويقول الباحث نفسه: "علينا أولاً أن نفهم نظام المناعة لدى حيوانات الكسلان، وما هي الجزيئات التي تساهم في تعزيز المناعة لديها"، معتبرا أنّ الطبيعة هي أول مختبر يفترض إجراء بحوث فيه، مشيراً إلى البنسلين الذي اكتشفه عام 1982 البريطاني الحائز جائزة نوبل للطب ألكسندر فليمنغ من الفطريات التي تصنع هذا المضاد الحيوي بشكل طبيعي.

ويُعدّ اكتشاف مضادات حيوية جديدة مسألة بالغة الأهمية لأنّ منظمة الصحة العالمية تحذّر من أن مقاومة المضادات الحيوية الموجودة حالياً يمكن أن تسبب سنوياً بوفاة عشرة ملايين شخص مع حلول منتصف القرن.

ويقول ماكس شافاريا "لهذا السبب يمكن لمشاريع على غرار مشروعنا أن تساهم في اكتشاف جزيئات جديدة قد يُستعان بها على المدى المتوسط أو البعيد في مسألة مقاومة المضادات الحيوية".

(فرانس برس)

ذات صلة

الصورة
الأضاحي في قطر (العربي الجديد)

منوعات

مع اقتراب عيد الأضحى يحرص كثيرون على شراء الأضاحي. إذ يعتبر ذبحها ومشاركتها مع الأقارب والمحتاجين من أبرز مظاهر الاحتفال بالعيد، وهو ما يلتزم به الملايين من المسلمين حول العالم.
الصورة
تحقيق الجرحى1

تحقيقات

يبحث مصابو الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على قطاع غزة المحاصر عن علاج لجراحهم التي لم تلتئم منذ أعوام، وحتى البتر لم يجدِ نفعاً بسبب نوعية الذخائر وتحورات البكتيريا الناتجة عنها والتي تقاوم أغلب المضادات الحيوية
الصورة
يلاقي الدجاج البيّاض إقبالاً لرخص ثمنه

تحقيقات

يكشف تحقيق "العربي الجديد" الاستقصائي عن إقبال فقراء المغرب على تناول الدجاج البيّاض، والذي يشكل خطرا صحيا نتيجة الإفراط باستخدام المضادات الحيوية وغيرها من اللقاحات التي تنتقل متبقياتها إلى أجساد المستهلكين