هل تمنع لقاحات كوفيد-19 انتشار الفيروس؟

28 فبراير 2021
التعرّض للقطرات والهباء الجوي من شخص مصاب يزيد من عدوانية المرض (إندرانيل مخرجي/فرانس برس)
+ الخط -

يسعى العديد من الباحثين في مراكز علمية إلى معرفة ما إذا كانت اللقاحات المستخدمة والتي  تمنع من دخول المستشفى، وتقي من الإصابة بكوفيد-19 الشديد، قادرة على وقف انتشار الفيروس من شخص إلى آخر. وبحسب العلماء، فإنّ التوصل إلى معرفة ما إذا كانت اللقاحات قادرة على وقف انتشار الفيروس تعطي أملاً بانتهاء الجائحة، وخروج البشرية من هذا الوباء.
 ووفق العلماء، فإنّ التوصل إلى هذه النتائج يحتاج إلى التمييز ما بين مصطلحين طبيين هما: "كوفيد 19"، و"سارس- كوف-2".
يُعرف كوفيد -19 بأنه المرض الذي يمكن أن يسبّب أعراضاً  كالسعال والحمى، فيما  "سارس-كوف-2" هو الفيروس المسبّب للمرض.

يُعرف كوفيد -19، بأنه المرض الذي يمكن أن يسبّب أعراضاً  كالسعال والحمى، فيما  "سارس-كوف-2" هو الفيروس المسبّب للمرض

 

وبحسب تقرير صادر عن صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، فإنّ الأشخاص الذين تلقوا اللقاح محميون بنسب تتراوح ما بين 63 بالمائة و95 بالمائة من الإصابة بكوفيد-19 وأعراضه، اعتماداً على نوعية اللقاح، ومن هنا، فإنّ السؤال الكبير الذي لم تتم الإجابة عنه حتى الآن، هو ما إذا كان الأشخاص الذين تمّ تطعيمهم لا يزال بإمكانهم نقل فيروس "سارس-كوف-2"، حتى لو لم يتطوّر المرض لديهم. 
بحسب العلماء، لا توجد إجابات محددة أو واضحة، لأنه ببساطة، لا توجد بيانات حقيقية حول هذا الموضوع، ولذا لا بد من مراقبة أولئك الذين تمّ تطعيمهم لفهم كيفية انتقال الفيروس. 
تقول رئيسة علم الأوبئة في جامعة ديكين في ملبورن، كاثرين بينيت، "إنّ الدراسات اللازمة لتحديد ما إذا كان اللقاح يوقف انتشار الفيروس أم لا، هي من بين أصعب الدراسات".
وتضيف بينيت: "حتى الدول التي لديها أعلى نسبة من الملقحين، فإنه يصعب عليها تحديد كيفية انتقال الفيروس، لأنّ إجراءات التباعد الاجتماعي والإغلاق لا تزال على حالها". وتسأل بينيت، هل اللقاح أوقف انتشار الفيروس، أم هذه الإجراءات كانت السبب في تراجع عدد الإصابات؟
بالإضافة إلى هذه التساؤلات، تضيف بينيت: "إنّ ما يزيد من صعوبة الأمر هو أنّ جميع عمليات طرح اللقاحات قد ركزت على الأشخاص الأكثر ضعفاً والمعرّضين للخطر، ولكن معظم هؤلاء الأشخاص موجودون في أماكن تتّسم بالكثير من إجراءات النظافة والحماية المعمول بها بالفعل، مثل المستشفيات ودور رعاية المسنين. لذا، من الصعب معرفة مقدار مساهمة اللقاح في عدم انتقال الفيروس".

 

وعلى الرغم من ضبابية المشهد، إلّا أنّ الخبراء يقولون إنه "حتى لو لم يمنع اللقاح من انتقال فيروس سارس-كوف-2، في معظم الحالات، فهناك دليل بالفعل على أنّ الشخص غير الملقح الذي يلتقط الفيروس من شخص تمّ تطعيمه سيصاب بمرض أقل خطورة".
ويُعتقد أنه كلما ارتفع مستوى التعرّض للقطرات والهباء الجوي من شخص مصاب، زاد المرض عدوانية، و إذا لم تظهر الأعراض على الأشخاص الذين تمّ تطعيمهم، فإنّ فرصة انتشاره عن طريق السعال والثرثرة، حيث يتم طرد القطرات التي تحتوي على كميات كبيرة من الفيروس في الهواء، ستقلّ بشكل كبير. ووفق بينيت، فإنّ التوصل إلى نتائج ملموسة، يتطلب متابعة الأشخاص فعلياً واختبارهم بانتظام.
إلى ذلك، كتب كلّ من إيان فريزر، عالم المناعة بجامعة كوينزلاند، ومديرة معهد ماري بشير للأمراض المعدية، تانيا سوريل، في مراجعة للأكاديمية الأسترالية للصحة والعلوم الطبية، نُشرت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أنّ "السيطرة على الوباء ستعتمد على الدعم المستمر والمعزّز للبحث والابتكار لمواصلة تقديم المعرفة والأدوات اللازمة للتصدي للوباء، حتى عندما تكون أعداد الإصابات منخفضة".
من جهته، يرى جريجوري دوري، طبيب الأمراض المعدية في مستشفى سانت فينسينت في سيدني، وهو يدرس الآثار طويلة المدى لفيروس كورونا على المرضى الذين يدخلون المستشفى، أنّ "المعيار الذهبي، في مجال التطعيم هو وقف العدوى وكذلك المرض، وهو ما يُعرف باسم "تعقيم المناعة". وعلى سبيل المثال، فإنّ لقاحي الحصبة الألمانية والجدري يوفّران هذا المستوى الكبير من المناعة، ولمعرفة مدى قدرة اللقاحات على القضاء على الفيروس والمرض معاً، علينا الانتظار قليلاً".