يبدو أن العالم سيعاني قريباً من نقص في الحشرات، في حال لم تُتخذ قرارات دولية ولم تُتبع الإرشادات المناسبة للحدّ من هذه المشكلة، التي ستؤثر بشكلٍ غير مباشر على الطبيعة وحياة الإنسان. وبحسب موقع "أي.بي.سي. نيوز"، يقول عالم الحشرات في جامعة كونيكتيكت ديفيد واغنر، إنّ التغير المناخي، والمبيدات الحشرية، ومبيدات الأعشاب، والتلوث الضوئي، والتغيرات في الزراعة، واستخدام الأراضي، كلّها عوامل تتسبب في فقدان الأرض حشراتها. وعلى الأرجح، ينخفض عدد الحشرات بنسبة 1 إلى 2 في المائة كلّ عام. هذا الأمر، يُثير قلق العلماء الذين يجدون صعوبة في استيعاب فداحة مشكلة "نهاية الحشرات في العالم" كما يسمّونها. ويقول واغنر إنّ العلماء بحاجة إلى معرفة ما إذا كان معدل فقدان حشرات معيّنة أكبر من الأنواع الأخرى.
بدورها، تقول عالمة الحشرات في جامعة إلينوي، ماي بيرنباوم، الحائزة على الميدالية الوطنية للعلوم، "إنّ تراجع نسبة الحشرات يشبه إلى حدّ ما تغير المناخ منذ 30 عاماً، حيث كانت طرق تقييم المدى ومعدل الخسارة صعبة، وهو ما يحدث حالياً مع أزمة الحشرات".
وإضافة إلى ذلك، فإن ما يزيد الطين بلة هو عدم اهتمام الناس بالحشرات وكرههم لها، بالرغم من أنّ وجودها يُعتبر ضرورياً في السلسلة الغذائية والتخلص من النفايات. ويعتبر واغنر أنّ الحشرات "هي النسيج الذي تُبنى من خلاله الطبيعة الأم وشجرة الحياة". ويقول: "نحل العسل وفراشات الملك هما نوعان يوضحان بشكلٍ أفضل مشكلة الحشرات الحالية وتراجعها. فنحل العسل يشهد انخفاضاً حادّاً بسبب الأمراض، والطفيليات، والمبيدات الحشرية، ومبيدات الأعشاب، ونقص الغذاء. كما أنّ الطقس الجاف الناتج عن تغير المناخ يعني تقليل كمية العشب الذي تأكله الفراشات، إضافة إلى إزالة الأعشاب والزهور التي يعمد إليها الإنسان، في حين أنّ الفراشات والنحل تحتاجها للرحيق".
ويقول عالم الحشرات في جامعة ديلاوير، دوغ تالامي، إنّ "العمل يجرى حالياً على تسليط الضوء على كيف أن العالم أمضى 30 عاماً في إنفاق مليارات الدولارات لإيجاد طرق جديدة لقتل الحشرات، في حين أنّ القليل من الأشخاص يعملون على الحفاظ عليها". لكنّه بالمقابل، يقول، بحسب ما نقل موقع "أي.بي.سي. نيوز": "الخبر السارّ هو أنّه باستثناء تغير المناخ، يمكن للأفراد فعل الكثير لعكس اتجاه تدهور نسبة الحشرات"، واصفاً الأمر بـ"المشكلة العالمية والحلّ المرتبط بتضامن الدول".
(العربي الجديد)