حثّت لجنة لمناهضة التعذيب في أوروبا السلطات في قبرص، اليوم الخميس، على التصرّف بصورة استباقية لضمان عدم تعرّض المهاجرين غير النظاميين للمعاملة السيئة خلال محاولات إعادتهم الفاشلة إلى أوطانهم.
وأفادت لجنة منع التعذيب التابعة لمجلس أوروبا، في تقرير، بأنّ استمرار مزاعم سوء المعاملة عندما تخفق محاولات الإعادة إلى الوطن "يجب أن يكون حافزاً" للسلطات القبرصية على اتّخاذ "نهج استباقي بخصوص الاحتجاز والوقاية من سوء المعاملة".
وذكرت اللجنة أنّه خلال زيارة لها في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، لاحظت بالفعل عودة المهاجرين إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية وقد عوملوا بـ"كرامة واحترام". لكنّها أضافت أنّها تلقّت شكاوى تتعلّق بمزاعم سوء معاملة في أثناء عمليات الإعادة الفاشلة خلال الأشهر التي سبقت تلك الزيارة.
وشدّدت اللجنة على وجوب أن تحتفظ السلطات بسجلات دقيقة لأيّ حادثة، وبتقارير طبية في مراكز الاحتجاز، وكذلك إجراء فحوصات بدنية شاملة لجميع الأفراد في مقار الاحتجاز قبل مغادرتهم. وأوضحت أنّ مثل هذه السجلات من شأنها أن تساعد السلطات في إثبات صحة مزاعم سوء المعاملة، وتمكينها من اتّخاذ الخطوات اللازمة لإحباط مثل هذه الحوادث.
إلى جانب ذلك، دعت اللجنة السلطات القبرصية إلى إبلاغ المهاجرين المحتجزين المقرّرة إعادتهم إلى أوطانهم بتاريخ مغادرتهم شفهياً وكتابياً، وذلك بهدف منع سوء الفهم الذي قد يؤدّي إلى توترات في أثناء تنفيذ الإجراء.
كذلك، طلبت اللجنة مزيداً من التفاصيل حول كيفية حصول المهاجرين المحتجزين على مساعدة قانونية مجانية، وسط مزاعم بأنّ برنامج المساعدة القانونية "مشوب بالصعوبات".
وأفادت السلطات القبرصية بأنّها سوف تعمد إلى تذكير مسؤولي مراكز الاحتجاز، رسمياً، بإجراء فحوصات طبية شاملة للمحتجزين، والاحتفاظ بملفات طبية مفصلة، والتأكّد من إبلاغ المهاجرين المقرّرة إعادتهم إلى أوطانهم بموعد مغادرتهم على الفور.
تجدر الإشارة إلى أنّ قبرص أعادت نحو 5000 مهاجر ما بين يناير/ كانون الثاني وأكتوبر/ تشرين الأول من عام 2022 الماضي. ووفقاً لأحدث الأرقام الرسمية، فقد أُعيد نحو 2714 مهاجراً ما بين إبريل/ نيسان ويونيو/ حزيران من عام 2023 الجاري.
(أسوشييتد برس)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
