بعدما علّقت واشنطن المساعدات الغذائية المخصّصة لإثيوبيا في يونيو/ حزيران الماضي، أعلنت أنّها ستستأنف تقديم مساعدة غذائية محدودة في إثيوبيا لتسليمها إلى نحو مليون لاجئ، في حين تبقي العمليات معلّقة بمعظمها، بعد مخاوف من تحويل المساعدات بطريقة ممنهجة.
وقال مسؤولون، اليوم الخميس، إنّ الولايات المتحدة الأميركية سوف تقدّم على الفور مساعدة غذائية في 28 مخيّماً في إثيوبيا، تؤوي لاجئين غالبيتهم من السودان وجنوب السودان والصومال وإريتريا. لكنّ المساعدة الأوسع نطاقاً في إثيوبيا، التي تحاول التعافي من حرب شرسة استمرت عامَين في إقليم تيغراي، سوف تبقى معلّقة في وقت تفرض الولايات المتحدة الأميركية تدابير إضافية لمنع تحويل المساعدة.
وقالت المتحدثة باسم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو إس إيد) جيسيكا جينينغز إنّ "مساعدتنا، لسكان آخرين يعانون انعدام الأمن الغذائي في كلّ أنحاء إثيوبيا، سوف تبقى معلّقة حتى نحصل على ضمانات بأنّها سوف تصل إلى المستفيدين المعنيّين بها".
أضافت جينينغز أنّ "أولوية الوكالة هي استئناف المساعدة الغذائية لمن يحتاجون إليها في أقرب وقت في كلّ المناطق، ونحن جاهزون للقيام بذلك فور تطبيق الإصلاحات اللازمة المتبقية".
ويأتي قرار استئناف تقديم المساعدة للاجئين بعد أن وافقت الحكومة الإثيوبية على نقل مسؤولية تخزين وتوزيع المواد الغذائية إلى طواقم الإغاثة في المخيّمات.
وكانت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية قد علّقت في يونيو الماضي تقديم المساعدات الغذائية لإثيوبيا، مبرّرة الخطوة بـ"حملة واسعة النطاق ومنسّقة" لتحويل مسار الإمدادات التي تمّ التبرع بها وعدم إيصالها إلى من يحتاج إليها.
ولم تسمّ الولايات المتحدة الأميركية الجهات التي تقف وراء ذلك، لكنّ مجموعات إغاثة وجّهت أصابع الاتهام إلى السلطات الفدرالية والإقليمية، مشيرة إلى استفادة جنود من إعادة بيع التبرّعات الغذائية.
وحذا برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة حذو واشنطن، فأعلن تعليق جزء من مساعداته للسبب عينه، لكنّه استأنف التوزيع في أغسطس/ آب الماضي في إقليم تيغراي بعد أن طبّقت السلطات تدابير مراقبة.
ولا يضمّ إقليم تيغراي أياً من مخيّمات اللاجئين التي يشملها قرار الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. وقد أشارت الوكالة إلى أنّها تتطلع إلى استئناف المساعدة الكاملة في إثيوبيا من خلال توسيع مراقبة طرف ثالث وإصلاحات أخرى، بما في ذلك عمليات تفتيش مفاجئة للبائعين والتحقّق البيومتري (بطريقة آلية) من المتلقّين.
وكانت صفحة النزاع في تيغراي، الذي أودى بحسب بعض التقديرات بمئات آلاف الأشخاص، قد طُويت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 باتفاقية سلام تمّ التوقيع عليها في جنوب أفريقيا.
وفي خلال النزاع، اتّهمت الولايات المتحدة الأميركية إثيوبيا بمنع إيصال المساعدات الغذائية واستخدامها كسلاح، الأمر الذي أدّى إلى توتّر العلاقات مع حكومة طالما كانت حليفاً وثيقاً لواشنطن.
يُذكر أنّ وكالات أممية حذّرت، في يونيو الماضي، من أنّ نحو 60 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدة غذائية في القرن الأفريقي، بسبب نزاعات مسلحة وموجات جفاف غير مسبوقة مرتبطة بتغيّر المناخ وارتفاع أسعار السلع على مستوى العالم لأسباب منها الحرب في أوكرانيا.
(فرانس برس)