ورشة في دير البلح لترميم خزانات مياه ثقبها رصاص الحرب

27 يونيو 2024
يصلحون خزانات المياه في دير البلح بما تيسّر من معدّات بسيطة، 13 يونيو 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في دير البلح بوسط غزة، يعمل محمد بشير على إصلاح خزانات المياه البلاستيكية الكبيرة التي تضررت بفعل القذائف والرصاص، وهي خطوة ضرورية نظرًا لأهمية هذه الخزانات في تخزين ونقل المياه في القطاع.
- نقص حاد في المياه يعاني منه قطاع غزة بسبب الحصار والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للمياه، مما يجعل إصلاح الخزانات المتضررة أمرًا حيويًا لتوفير المياه للسكان.
- تزايد الطلب على إصلاح الخزانات بشكل كبير بعد الحرب، مع تدمير أو تضرر أكثر من ثلثي مرافق المياه والصرف الصحي في غزة، مما يؤكد على الأزمة المتفاقمة في الحصول على المياه النظيفة والصالحة للشرب.

داخل ورشة في دير البلح وسط غزة، وبما تيسّر من معدّات بسيطة، يحاول محمد بشير إصلاح خزّانات بلاستيكية كبيرة باتت أساسية في القطاع، تستخدم لحفظ المياه ونقلها، لكنها تضرّرت بفعل شظايا القذائف والرصاص وطلقات المسيرّات.

وتظهر بوضوح آثار الطلقات النارية التي اخترقت الخزانات المصفوفة عند مدخل الورشة في دير البلح بوسط قطاع غزة. ويقول بشير لوكالة فرانس برس: "قبل الحرب كنا بالكاد نصلح خزانا أو اثنين شهريا، أما الآن فيحضرون عشرات الخزانات بسبب قصف الاحتلال للمنازل".

إصلاح خزانات مياه داخل ورشة في دير البلح

وبحسب توفيق رمضان الذي يعمل في الورشة أيضا "لا يوجد خزانات في السوق والناس يحتاجون إلى الماء، لا أحد يستغني عن الماء، لذا يحضرون الخزانات لإصلاحها". وتنتشر خزانات المياه البلاستيكية الكبيرة ومعظمها باللون الأسود بكثافة على أسطح المنازل في قطاع غزة. يقول مهندس المياه عمر شطات، إنّ شاحنات المياه عادة ما تملأ تلك الخزانات بالمياه أو يقوم الأهالي بضخ المياه إليها من شبكة المياه العامة أو الآبار المنزلية.

ويقول بشير بينما يقوم بتصليح الخزانات في ورشته: "أغلب الخزانات التي تصل إلينا نتيجة إطلاق النار من المسيرات، هناك أكثر من 200-300 طلق ناري من المسيرات بالإضافة إلى الشظايا التي تطاول الخزانات". ويقوم بشير بترميم تلك الخزانات بعد تسليط الحرارة عليها لإذابة المطاط أو البلاستيك قبل أن يحوله إلى معجون يقوم بلصقه موضع الثقوب وتركه ليجف. وتمكن الحرفيون في الورشة من إصلاح خزان بسعة 300 لتر كان قد تعرض لتصدع بطول نحو مترين. ويمكن ملاحظة رقعة التصدع على طول الخزان.

نقص حاد في المياه 

ويعاني قطاع غزة الذي اشتد عليه الحصار منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة من نقص حاد في المياه بسبب الأضرار التي لحقت بخزانات المياه الرئيسية ومحطات تحلية مياه البحر والإمداد المتقطع للمياه المعبأة. ولا تعتبر أزمة المياه في قطاع غزة وليدة الحرب الحالية، إذ لطالما عانى سكانه من نقص المياه وكانوا يكافحون من أجل الحصول على المياه الصالحة للشرب من مصادرها، ومنها المياه الجوفية التي غالبا ما تكون ملوثة بسبب تسرب المياه المالحة أو مياه الصرف الصحي والمواد الكيميائية.

ومنذ اندلاع الحرب، تدمّر أو تعرض للضرر أكثر من ثلثي مرافق الصرف الصحي والمياه في قطاع غزة، وذلك وفقا لبيانات استندت إليها وكالات الأمم المتحدة. وأدى ذلك إلى زيادة الأخطار على الصحة العامة، بما في ذلك الجفاف وتلوث الغذاء وانتشار الإسهال وغيره من الأمراض، وخصوصا في مخيمات النازحين المكتظة.

على الأرض، أصبح شراء خزانات المياه شبه مستحيل، وحتى الغالونات والدلاء والحاويات الأخرى أصبحت نادرة. ويقول بشير إنه مع حلول الصيف "الأزمة ازدادت، الناس يحتاجون إلى مياه الشرب، وإلى المياه للغسيل". يأتي هذا فيما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة لليوم الـ265 على التوالي، فيما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة شاركت في مناقشات مع وكالات الأمم المتحدة والحكومة الإسرائيلية، في الأيام القليلة الماضية، بشأن تحديات وصول المساعدات إلى قطاع غزة.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون