دخلت قافلة مساعدات أممية مناطق سيطرة فصائل المعارضة المسلحة في محافظة إدلب، شمال غربي سورية، آتية من مناطق سيطرة النظام السوري، اليوم الإثنين، وذلك من ضمن بنود قرار مجلس الأمن رقم 2585 لعام 2021 القاضي بتمديد آلية إدخال المساعدات عبر الحدود.
أوضح الناشط خضر الحمصي لـ"العربي الجديد"، في هذا الإطار، أنّ "القافلة الأممية (تابعة لبرنامج الأغذية العالمي) تتألّف من 14 شاحنة، وقد وصلت إلى معبر الترنبة الفاصل ما بين مناطق سيطرة النظام السوري ومناطق سيطرة فصائل المعارضة الواقعة إلى جنوب شرق مدينة إدلب، بالقرب من مدينة سراقب". أضاف الحمصي أنّ "المواد التي تنقلها القافلة سوف تُفرَّغ في مستودعات بمدينة سرمدا، وهي مشابهة للقوافل السابقة التي دخلت إلى المنطقة من مناطق سيطرة النظام السوري"، لافتاً إلى أنّها "القافلة الرابعة التي تدخل إلى المنطقة منذ مطلع العام الجاري".
(2/2) The transported food items will be distributed to people in need in North-West Syria. The convoy is complementary to assistance delivered through cross-border access points.
— WFP MENA (@WFP_MENA) May 16, 2022
أبدى فريق "منسقو استجابة سورية"، في بيان صادر اليوم، استغرابه إصرار الوكالات الإنسانية إدخال المساعدات عبر خطوط التماس، وقد رأى أنّه من غير الممكن أن تكون هذه الخطوط بديلاً عن المساعدات عبر الحدود، لافتاً إلى إصرار الوكالات التساهل الواضح مع النظام وروسيا.
بالنسبة إلى الفريق، فإنّ المساعدات غير كافية ولا تستحق عناء إدخالها، مشدّداً على وجوب منع احتكار القرار الإنساني في سورية، ولفت في بيانه نفسه إلى أنّ ثمّة استعداداً روسياً لاستخدام حقّ النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لمنع دخول المساعدات الإنسانية أو التجديد للقرار القديم، وذلك "من دون أيّ تحرّك جاد أو فعلي من قبل أعضاء مجلس الأمن الدولي لمنع هذا التهوّر والاستهتار بحياة أكثر من أربعة ملايين مدني موجودين في المنطقة".
أضاف الفريق في البيان نفسه: "نؤكد أهمية استمرار دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى مناطق الشمال السوري، بعيداً عن خطوط التماس مع النظام السوري لأسباب عديدة، أبرزها مماطلة النظام السوري في تسهيل وصول المساعدات وعدم شمولها الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في المنطقة"، موضحاً أنّ "هذه القافلة هي الرابعة منذ بدء تطبيق القرار الأممي 2585/ 2021، ولا يمكن مقارنتها بالمساعدات الآتية عبر الحدود والتي تجاوزت حتى 16 أيار/ مايو أكثر من 12 ألف شاحنة".
وحذّر الفريق من عواقب إغلاق المعابر الحدودية مع تركيا، وذلك بسبب الأوضاع الإنسانية في المنطقة وما يترتّب عليها من ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية وعجز السكان عن تأمين احتياجاتهم بشكل كامل.
في السياق نفسه، قال مدير الفريق محمد حلاج، لـ"العربي الجديد"، إنّ الوضع قد يكون كارثياً مستقبلاً، كون موضوع التحذيرات الخاصة بالمجاعة على المدى الطويل جدياً، وذلك في حال عدم تمديد القرار 2585، وكذلك بسبب إغلاق المعابر وارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى مستويات جنونية".
تجدر الإشارة إلى أنّ وفداً أوروبياً زار، اليوم الإثنين، معبر باب الهوى الحدودي بين سورية وتركيا، وقد ضمّ في عديده رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في تركيا السفير نيكولاس ماير لاندروت، والمديرة القطرية لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في تركيا سانجانا كوازي. وأتى ذلك بعد أسبوع من زيارة أجرتها سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد للمعبر، واطّلعت في خلالها على آخر المستجدات المتعلقة بالمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة.