ما زالت فرصة معظم السوريين في الحصول على لقاح كورونا ضعيفة، في ظل أرقام اللقاحات الخجولة التي من المتوقع وصولها إلى سورية، إضافة إلى غموض آلية توزيعها على المناطق السورية التي تختلف سلطات الأمر الواقع المسيطرة عليها.
وفي حين كان النظام قد تحدث عن مفاوضات مع روسيا للحصول على اللقاح الروسي، وتوقيعه على مبادرة "كوفاكس" العالمية لتأمين اللقاحات للدول منخفضة الدخل، والتي لا موعد محدد لقدرتها على تأمين اللقاح الذي سيغطي بحده الأعلى خلال العام الجاري نحو 20% من السوريين، البالغ عددهم بحسب الإحصاءات الرسمية نحو 26 مليون شخص، نقلت إحدى الصحف المحلية الموالية للنظام أمس الخميس، عن السفير الصيني في سورية فنغ بياو أن حكومة بلاده قررت إرسال 150 ألف جرعة لقاح إلى سورية".
وتأتي اللقاحات الصينية ضمن دفعة من المساعدات الإنسانية التي كشف عنها السفير الصيني، قائلا إن الصين ستقدم إلى جانب اللقاح 20 جهاز تنفس، و750 طنًا من الأرز كدفعة أولى للمساعدة الغذائية، بما يساهم في التغلب على الجائحة في وقت مبكر. معتبرا أن ذلك خطوة ملموسة لترجمة مبادرة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، التي طرحها الرئيس الصيني، شي جين بينغ في عدة مناسبات، لافتا إلى أن الصين "الصديق والشريك العزيز" لسورية ستواصل تقديم المساعدة لها بقدر إمكانها.
وقال مصدر طبي في دمشق، طلب عدم الكشف عن هويته، في حديث مع "العربي الجديد"، إنه "من المتوقع أن يبدأ وصول اللقاحات الصينية في بداية شهر إبريل/ نيسان القادم، إذ من المنتظر أن يتم تطعيم الكادر الطبي المسؤول عن مراكز عزل وعلاج المصابين بفيروس كورونا".
وأعرب عن مخاوفه من أن تعجز مبادرة "كوفاكس" من الوفاء بتعهداتها بتأمين اللقاحات الخاصة بالفيروس خلال وقت قريب، والتي من المتوقع أن تغطي نحو 20% من السوريين خلال العام الجاري، حيث سيتم إعطاء اللقاح بشكل مجاني واختياري، بداية من الكادر الطبي ومن ثم أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن، وذلك جراء الضغوط الدولية على اللقاحات من الدول الغنية، وارتفاع عدد الدول التي تنتظر الحصول على اللقاح عبر مبادرة كوفاكس".
من جهته، يترقب أبو أدهم عطا (54 عاما)، وصول اللقاحات إلى سورية، قائلا في حديث مع "العربي الجديد"، إنه سيكون من أوائل من سيسجلون أسمائهم لأخذ اللقاح"، معربا عن قلقه من أن "لا يكون هناك عدالة في توزيع اللقاحات جراء المحسوبية والفساد في مؤسسات النظام".
أبو عبد الله سرور (62 عاما)، صاحب محل تجاري في دمشق، استبعد أن يأخذ اللقاح الخاص بفيروس كورونا، خلال الفترة المقبلة، قائلا "لا أعتقد أن هناك حاجة لأخذ اللقاح حاليا، فالفيروس ليس منتشرا في سورية بشكل كبير، ومن يتجول في شوارع دمشق يتأكد من ذلك، فلو كان الوباء منتشر ا لكان عدد المصابين كبيرا جراء الازدحام الشديد وعدم الالتزام بأي إجراءات وقائية".
وأضاف "تلك اللقاحات ما تزال في فترة الاختبار، ومن الباكر أن يقرر الشخص إن كان سيأخذها أم لا".
وكانت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سورية، أكجمال ماغتيموفا، توقعت حصول سورية على لقاح مجموعة "أسترازينيكا" المطور مع جامعة "أكسفورد"، لعدم وجود التسهيلات اللازمة للحفاظ على لقاحات "فايزر" في تجميد عميق.
وأضافت إن نجاح طرح لقاحات كورونا في سورية يعتمد على توفرها وتوزيعها، وقد يغطي في البداية 3% فقط من السكان، مشيرة إلى أن طلب حكومة النظام السوري بموجب مبادرة"كوفاكس" سيغطي 20% من السكان، لكن قد لا يأتي هذا الإمداد بجرعات اللقاح على الفور.
يشار إلى أن ما يميز لقاح مختبرات "أسترازينيكا" وجامعة "أكسفورد"، تكلفة الجرعة المنخفضة حيث تبلغ تكلفة الجرعة الواحدة 2.5 يورو، بحسب ما نقلت شبكة "DW" الألمانية، كما أنها سهلة التخزين حيث يمكن حفظها بدرجة حرارة الثلاجة العادية، كحال اللقاح الصيني "سينوفارم" والروسي "سبوتنيك V"، وذلك خلافا للقاحي "موديرنا"، و"بيونتيك" و"فايزر" الأميركيين، اللذين لا يمكن تخزينهما على المدى الطويل إلا بدرجات حرارة متدنية جدًا تصل إلى 20 درجة تحت الصفر للقاح الأول، و70 درجة تحت الصفر للقاح الثاني.