توفي 3 إخوة أشقاء اختناقا في الخيمة التي يقيمون فيها شمال غرب سورية، اليوم الاثنين، وأكدت التقارير الطبية أن سبب الوفاة هو الاختناق، بسبب استخدام مدفأة على الفحم ضمن الخيمة.
وبخصوص الحادثة أكدت منظمة الدفاع المدني السوري أن سبب اختناق الإخوة الثلاثة هو الانبعاثات الناجمة عن مدفأة الفحم في خيمتهم التي يقيمون فيها ضمن مخيم (مطوع 1) في منطقة أطمة.
وأوضحت المنظمة أن مخاطر كبيرة يواجهها المدنيون في فصل الشتاء مع الواقع الصعب الذي يعيشونه في المنطقة، وذلك من خطر المدافئ مع استخدام وسائل تدفئة غير صحية وغير آمنة، والسبب يعود لتردي الأوضاع المعيشية وخطر البرد والسيول والعواصف وانتشار الأمراض والكوليرا، واستمرار الحرب منذ 13 عاماً من القصف والتهجير.
بدوره، أوضح المدير الإداري في مشفى أطمة محمود عبد الوهاب لـ"العربي الجديد" أن الأشقاء الثلاثة وصلوا إلى قسم الإسعاف فجر اليوم، بحالة اختناق نتيجة مدفأة الفحم، حيث استنفر الكادر الطبي المناوب، وتم إجراء إنعاش قلبي ورئوي لهم لمدة نصف ساعة دون استجابة ليتم تأكيد الوفاة، والضحايا هم عبد الباري (18 سنة)، وموسى (10 سنوات)، وعيسى (7 سنوات).
وأضاف أن "المشهد محزن ومؤلم غالبا ما يتكرر في فصل الشتاء، وكانت المدفأة هي السبب، ولا أحد يتعظ أو يأخذ الحذر من ذلك، مع مرور البلاد بطقس بارد جدا، يدفع قاطني المخيمات الذين لا تقيهم الخيمة من البرد، ولا تحميهم من المطر إلى استخدام مدفأة الفحم ومواد مختلفة لحرقها في التدفئة".
المتطوع في الدفاع المدني السوري حميد قطيني قال لـ"العربي الجديد": "يمكن الوقاية من خطر انطلاق الغاز بإجراءات احترازية تتمثل في التأكد من التصريف الجيد لنواتج الاحتراق عن طريق وجود فتحة تهوية مناسبة، والتأكد من صلاحيتها للتصريف، وعدم ترك المدافئ (غاز، فحم، كهرباء، حطب، محروقات..إلخ) مشتعلة في أثناء النوم، والتأكد من عدم ارتجاع النار إلى صندوق المدفأة المملوء بالمواد المستخدمة للتدفئة (الدلو المملوء بقشور التدفئة، خزان مدفأة المازوت المعروف بـ الدابو)، عدم إدخال المجامر لداخل الخيام أو الغرف، وصيانة المداخن وتنظيفها وعدم تركيب أغلاق لها، والفحص الدوري للأدوات التي تعمل بالغاز".
أما المهندس البيئي محمد إسماعيل، فقد أكد في حديثه لـ"العربي الجديد" أن مخاطر استخدام مواد تدفئة دون معرفة كيفية إشعالها كبيرة للغاية، لافتا إلى أن إشعال الفحم الحجري يحتاج إلى كميات كبيرة من الأوكسجين مقارنة بأنواع وقود منها المازوت، مضيفا: "استخدام المواقد أو المدافئ في مكان مغلق ينتج عنه استهلاك الأوكسجين في المكان، يصحبه انبعاثات أخطرها غاز أحادي أكسيد الكربون عديم اللون والرائحة، لذلك يجب اتخاذ خطوات وقاية جيدة خلال التعامل مع هذه الأنواع من الوقود، ومن الضروري جدا عدم ترك مصادر التدفئة مشتعلة خلال النوم".
وكان فريق منسقو استجابة سورية، لفت في بيان صدر عنه، اليوم الاثنين، إلى إصابة طفلة بالاختناق أيضا جراء انبعاثات التدفئة ضمن أحد منازل قرى جبل الزاوية جنوب إدلب، مشددا على ضرورة إيجاد أماكن سكن مناسبة للنازحين تستطيع مقاومة الظروف المختلفة، وذلك بالقرب من مراكز المدن والتجمعات السكنية.