ربما يكون العالم اليوم في أشد الحاجة إلى الشعور بالسعادة، بعد أكثر من عام على تفشي فيروس كورونا، والذي فرض تدابير لم يكن أحد ليظن أنها يمكن أن تحدث فعلاً، عدا عن أعداد الإصابات الكبيرة بالفيروس، وخسارة كثيرين أحباءهم.
فجأة، وجد الناس أنفسهم مضطرين إلى القيام بكل شيء في مكان جغرافي واحد، وصار الأطفال حبيسي المنازل، غير قادرين على ممارسة أبسط حقوقهم. هذا عدا عن الخوف الذي لم يعد يفارق كثيرين، والذين يعيشون مع فيروس قد يحمل لهم المفاجآت في أية لحظة، وذلك على الرغم من بدء توفر اللقاحات.
في العشرين من مارس/ آذار من كل عام، تحتفل الأمم المتحدة باليوم الدولي للسعادة. بالنسبة إليها، هو "يوم تشعر فيه بالسعادة والسرور". واعتادت الاحتفال به منذ عام 2013، على اعتبار أنه سبيل للاعتراف بأهمية السعادة في حياة الناس في كل أنحاء العالم. كما أن الأهداف الـ 17 للتنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة، والتي يراد منها إنهاء الفقر وخفض درجات التفاوت والتباين وحماية الكوكب، كلها تمثل جوانب رئيسية يمكنها أن تؤدي إلى الرفاه والسعادة.
وحددت الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب قرار مؤرخ في 12 يوليو/ تموز 2012، يوم 20 مارس/ آذار بوصفه اليوم الدولي للسعادة، وذلك بمبادرة من مملكة بوتان (دولة غير ساحلية في جنوب آسيا تقع في الطرف الشرقي من جبال الهيمالايا)، التي تعترف بسيادة السعادة الوطنية على الدخل القومي منذ أوائل سبعينيات القرن الماضي، واعتمدت هدف السعادة الوطنية الشهير وسيادته على الناتج القومي الإجمالي.
(العربي الجديد)