"من أين أتت الأفعى؟ نحن في فصل الشتاء حيث تختفي الأفاعي والزواحف!" تساءل أبو جيش، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، لكنه على الفور تذكّر أن جنود الاحتلال أوقفوه وفتشوا سيارته، وقام أحد الجنود برفع الغطاء الخلفي للمركبة، فأيقن أن الجندي الإسرائيلي هو من فعل ذلك، إلى أن نشرت إذاعة جيش الاحتلال قبل يومين ما جرى.
يتابع: "تمالكت والركاب أنفسنا، فالأفعى كانت ضخمة وكانت تحاول الخروج من العبوة الموضوعة فيها، فالتقطت لها صورة، ثم عمل الركاب على قتلها، وتفتيش السيارة للتأكد من عدم وجود أخرى أو أي شيء آخر وضعه الجنود. أما أنا فنشرت الصورة على صفحتي على فيسبوك، لأحذّر السائقين مما قد جرى معي".
كان هدف السائق أبو جيش تحذير الناس، لأنهم يمرّون كل يوم على حواجز عسكرية، ويقول: "هذه الأفعى لو لم ننتبه إليها كانت ستشعر بالدفء وتخرج من الزجاجة وتتنقل في السيارة، وكانت ستحدث كارثة".
لاقى منشور أبو جيش متابعة واهتماما كبيرين، وعمل العديد من أصدقائه على إعادة نشره على صفحاتهم، وفي اليوم التالي تلقى أبو جيش اتصالين من الارتباط المدني الفلسطيني للسؤال عن التفاصيل ومتابعة القضية، حيث أبلغوه بأنهم تقدموا بشكوى للارتباط العسكري الإسرائيلي الذي أبلغهم أنه سيحقق في الأمر.
وقبل يومين، نشرت إذاعة جيش الاحتلال خبرا يفيد بإيقاف جندي إسرائيلي وضع أفعى في سيارة فلسطينية شرق نابلس، وأن الجيش اكتفى بوضع الجندي في الحبس العسكري 18 يومًا فقط، كعقوبة له على هذا التصرف.
ويعلق أبو جيش على ذلك بقوله: "لولا النشر الذي قمت به والتفاعل الكبير الذي حظيت به القصة، لما فعل جيش الاحتلال شيئا. الجنود المتمركزون على الحواجز العسكرية يعاملون الفلسطينيين بكل عنف وغطرسة".
وتابع: "نصيحتي لكل السائقين أن يصروا على التواجد مع جنود الاحتلال خلال تفتيشهم للمركبات، خشية قيامهم بوضع أفاع أو حتى سكاكين أو رصاص داخلها، لاستغلال ذلك ضدنا".
وأكد أبو جيش: "سمعنا قصصا كثيرة مشابهة واتهامات اتضح أنها كيدية، هذا احتلال ونحن نتوقع منه أي شيء، ومن خلال تجارب سابقة فإن تلك التحقيقات هي مجرد دعاية لا أكثر، ولا يحاكم الاحتلال جيشه إلا صوريا".