وضع تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، الصادر أمس الإثنين، المجتمع الدولي أمام مسؤولية كبيرة تتعلق بمدى إمكانية استمرار الحياة البشرية على كوكب الأرض في ظل ارتفاع درجات الحرارة بمعدل درجة واحدة إلى درجة ونصف ضمن نطاق زمني يصل إلى 50 عاماً، مع إشارة إلى الكثير من الكوارث الطبيعية التي شهدها العالم أخيراً.
وعلى الرغم من النتائج الكارثية القائمة التي رصدها التقرير الأممي، إلا أنّ الأسوأ ينتظر البشرية، إذ يتوقع معدو التقرير وفق دراسات فيزيائية، أن تشهد حرارة الأرض المزيد من الارتفاع خلال السنوات المقبلة، وبوتيرة أسرع، مما ستكون له نتائج مدمرة بالنسبة إلى الكوكب، داعين صناع السياسات إلى اتخاذ تدابير للحد من الانبعاثات، والاتجاه نحو حلول بيئية لحماية الأرض.
نستعرض في ما يلي أبرز النقاط التي سلّط معدو التقرير الضوء عليها، لرسم آفاق الصورة المستقبلية للمناخ:
- تسبب تأثير بشري بزيادة معدلات حرارة الأرض بنحو درجة مئوية كاملة منذ عام 1900، ولا يمكن إنكار مسؤولية البشر عن هذا أبداً.
- ارتفاع درجات حرارة الأرض القائم لا يمكن عكسه، أو التراجع عنه، لكن يمكن التحكم في عدم زيادته وفق إجراءات عالمية مشددة.
- ستواصل درجة حرارة سطح الأرض الارتفاع حتى منتصف القرن على الأقل، وسيتم تجاوز المعدل المتوقع للاحترار العالمي، والبالغ 1.5 درجة مئوية إلى درجتين مئويتين خلال القرن الحادي والعشرين ما لم يتم إجراء تخفيض كبير في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون خصوصاً، وغيره من الغازات.
- يتوقع أن يؤدي التغير المناخي إلى حدوث تغييرات في نوعية وكمية وشكل الأمطار الموسمية، وكذا ارتفاع درجات الرطوبة، فضلاً عن حدوث موجات كبيرة من الجفاف.
- حتى العام 2050، من غير المستبعد أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تقلص الجليد في القطب الشمالي، وبدء ذوبان جزء منه، مما يتسبب في موجة كبيرة من الفيضانات.
- يتوقع خلال السنوات المقبلة أن تتغير أشكال العواصف لتصبح معظمها مدارية، ما يتسبب في حدوث اختلافات وتغييرات تطرأ على فصول السنة.
- يرجح أن تجتاح الفيضانات بعد ارتفاع درجات الحرارة بمعدل درجتين مئويتين جزر المحيط الهادئ، والعديد من مناطق أميركا الشمالية.
- ستكون بعض المناطق في أستراليا وأميركا الوسطى والجنوبية، أقل تأثراً بارتفاع درجات الحرارة، سواء لناحية الفيضانات أو التغييرات المناخية المصاحبة.
- من المتوقع أن تضرب موجات من الجفاف القارة الأفريقية، وأميركا الجنوبية وأوروبا خلال السنوات الثلاثين القادمة بسبب ارتفاع درجة سخونة الأرض، مما سيكون له تأثيرات عدة على طبيعة الأمطار المتساقطة في تلك المناطق.
- من منظور العلوم الفيزيائية، لا يمكن أن يتم تغيير معدلات الحرارة على الأرض إلا بالوصول إلى صفر انبعاثات لثاني أوكسيد الكربون، وهذه النتيجة يستحيل الوصول إليها طالما أنّ البشر يستخدمون هذه الغازات في حياتهم اليومية.