يتقدّم أكثر من 134 ألف تلميذ في تونس، اليوم الأربعاء، لامتحانات البكالوريا، التي تسجّل هذا العام تراجعاً في عدد المترشحين بأكثر من 10 آلاف تلميذ مقارنة بالسنة الماضية.
وانطلقت ليل الإثنين/ الثلاثاء عملية نقل مواضيع الاختيارات وتوزيعها على مراكز الامتحانات تحت مراقبة أمنية مشددة، إذ تساهم القوات الأمنية والجيش في حراسة سيارات النقل وتأمين مواضيع الامتحان في المستودعات الخاصة في كل محافظة خوفا من تسرب الأسئلة.
ويبلغ عدد التلاميذ المتقدمين لاختبار البكالوريا، بحسب البيانات الرسمية لوزارة التربية، 134950 تلميذا، يبلغ أكبرهم سنا 72 عاماً، فيما لم تتجاوز سن أصغر المترشحين 17 سناً، ويجري 16 مترشحاً الامتحانات في السجون.
وقال وزير التربية، فتحي السلاوتي، في تصريحات إعلامية، أمس الثلاثاء، إن 78 بالمائة من المترشحين ينتمون للقطاع الحكومي، مؤكدا تراجع عدد الممتحنين هذه السنة بنسبة 9,2 بالمائة.
وأفاد بأن أسطول العربات المخصص لنقل الامتحانات قطع نحو مليون كلم من أجل تأمين نقلها في أحسن الظروف، مشددا على أهمية هذا الموعد السنوي الذي تُكلّل فيه جهود عام دراسي بأكمله.
مكافحة الغش
وتبدأ وزارة التربية هذا العام في اعتماد إجراءات أكثر صرامة لمكافحة ظاهرة الغش عبر وسائط الاتصال الحديثة والأجهزة اللاسلكية المتطورة، إذ سيتم منع استعمال الهواتف المحمولة لدى التلاميذ والأساتذة المكلفين بالمراقبة داخل مراكز الامتحانات.
كما جرى تكثيف المراقبة الأمنية لشبكات الاتجار في وسائل الغش الإلكترونية، وتمت الإطاحة بالعديد من الشبكات الناشطة في هذا المجال وإحالتهم على العدالة.
وتنامت على شبكات التواصل الاجتماعي، خلال السنوات الماضية، حملات تسويق أدوات تكنولوجية متطورة، موجّهة للمترشحات والمترشحين، من أجل الغش في امتحانات البكالوريا.
ويفسّر الباحث المتخصص في علوم التربية، منذر عافي، ارتفاع حالات الغش في الامتحانات التونسية بتحوّل الأسر إلى شريك أساسي في هذه الظاهرة، بحثاً عن الوجاهة الاجتماعية التي تكتسبها من نجاح أبنائها في الامتحانات الوطنية.
وأضاف الباحث المتخصص في علوم التربية، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "بعض الأسر لا تزال تؤمن بالقيمة العلمية للتدريس، وتبذل جهودا من أجل التحصيل العلمي الجيد، وتحسين مكاسبها المعرفية، بينما يبحث البعض الآخر عن نجاح الأبناء فقط، ولو كان ذلك عبر الغش، أو دفع الكثير من المال".
وتُجرى امتحانات البكالوريا في تونس في دورتين، إذ تنطلق الدورة الرئيسية اليوم الأربعاء، وتتواصل اختباراتها إلى غاية يوم 15 من الشهر ذاته، على أن يعلن عن نتائجها يوم 24 يونيو/ حزيران الحالي، أما دورة التدارك فستمتد من 28 إلى 30 يونيو، على أن يكون الإعلان عن النتائج يوم السبت 9 يوليو/تموز المقبل.