بلغ مجمل عدد الإصابات بفيروس كورونا في البلدات العربية بالداخل الفلسطيني (لا يشمل المدن المختلطة)، 50.778 إصابة من مجمل 332.317 إصابة في البلاد، وبهذا تواصل نسبة الإصابات في البلدات العربية الارتفاع لتبلغ 15.3% من مجمل عدد الإصابات في البلاد.
وجاء في بيان لجنة الصحة للطوارئ: "تمّ تسجيل العدد الأكبر من الإصابات اليومية في البلدات العربية منذ بداية الشهر الماضي، أكتوبر/تشرين الأول، حيث ارتفع عدد الإصابات اليومي منذ الأمس إلى نحو 482 إصابة جديدة. ليرتفع بذلك مجمل عدد الإصابات في البلدات العربية منذ بداية الأسبوع الحالي الى 1.170 إصابة. في المقابل، وعلى مستوى البلاد، تمّ تسجيل 1.068 إصابة جديدة في اليوم الأخير، وهو عدد الإصابات الأعلى منذ فترة طويلة، ليبلغ مجمل عدد الإصابات منذ بداية الأسبوع الحالي 2.589 إصابة. وتزيد نسبة الإصابات الجديدة في البلدات العربية من مجمل المصابين الجدد في البلاد، عن 45%. كما ارتفع عدد الحالات النشطة في البلدات العربية الى 3.790، في حين ارتفع مجمل عدد الحالات النشطة في البلاد إلى 9.387. وبهذا تشكّل نسبة الحالات النشطة في البلدات العربية نحو 40% من جلّ الحالات النشطة على مستوى البلاد".
ويتزايد عدد البلدات العربية المصنّفة "حمراء"، أيّ تلك التي تعرف تفشياً واسعاً للفيروس، لتشمل كلّا من حورة، اكسال، كسيفة، مجد الكروم، يافة الناصرة، الرينة، الطيبة الزعبية، أم الفحم، عرابة، كوكب، كفر مندا وعين ماهل.
وأغلقت السلطات الإسرائيلية عددا من البلدات العربية لارتفاع نسبة الإصابات النشطة فيها، منها مدينة الناصرة، وهي أكبر المدن الفلسطينية بالداخل، إضافة إلى بلدات: عرابة، عسفيا، مجد الكروم، الرينة وغيرها. ومن المتوقع إضافة بلدات أخرى إلى لائحة الإغلاق في الأيام المقبلة.
وعن أسباب انتشار عدوى فيروس كورونا في البلدات العربية، قال عمار أبو قنديل، الاختصاصي في علوم الأحياء الدقيقة: "السبب الشائع لانتشار فيروس كورونا في البلدات العربية وتحوّل غالبيتها إلى مناطق (حمراء)، بحسب (خطة رمزور)، التي أعدّها البروفيسور روني جامزو، هو التجمّعات البشرية والأعراس. لكن هذا السبب لا يعكس الحقيقة، إذ إنّ الحقيقة أكبر من ذلك. فالسبب الأول خلف هذا الانتشار الواسع للفيروس في البلدات العربية، هو غياب حملات التوعية عن هذه البلدات، ثانياً انعدام البدائل الاقتصادية للناس، وأخيراً كون هذه البلدات مكتظة بطبيعتها، ولا تحتوي على حيّز عام، مثل الملاعب والمتنزهات وأماكن للتجوّل".
وأضاف أبو قنديل: "هناك إشكالية في عملية الفحص، بسبب غياب حملات التوعية. فغالبية الناس يجرون الفحص لدى مخالطتهم لمريض بكوفيد-19، وهذا خطأ، لأنه ليس كلّ من تكون نتيجة فحصه موجبة هو مريض. يمكن لمن تأتي نتيجة فحصه موجبة أن يدخل إلى الحجر الصحي حتى تظهر عليه عوارض المرض، لكن ذلك لا يعني أنه يجب أن يدخل ضمن إحصائيات المصابين. الأصل أن يُجري الشخص الفحص في حال ظهور عوارض المرض عليه، لكن ما يحصل هو أنّه يتم فحص الكثير من الناس الذين لا تظهر عليهم الأعراض، ما يرفع نسبة المصابين في البلدات العربية".
وأكّد أبو قنديل أنه "لا ننكر أهمية المراعاة الشخصية لإجراءات الوقاية، من الحفاظ على ارتداء الكمامة والتباعد، لكن هناك ثلاثة أسباب مهمة جداً خلف هذا الانتشار الواسع للفيروس في البلدات العربية، ألا وهي غياب التوعية، والعامل الاقتصادي كما العامل السياسي، وعدم جديّة المؤسسات في الحفاظ على التعليمات. برأيي، معظم الناس ملتزمون بالإجراءات، وهناك أقلية لا تلتزم بها، لكنها تدخل في معادلة جامزو التابعة لوزارة الصحة".
ومن المتوقع، بحسب تصريحات لجنة كورونا في وزارة الصحة، أن تذهب إسرائيل إلى إغلاق ثالث، وذلك بعدما سجّلت، اليوم، 1068 إصابة جديدة، وهو الرقم الأعلى منذ فترة طويلة.