كشف تقرير اللجنة الثلاثية التي انتدبتها النيابة في القضية الخاصة بمقتل الطالب في كلية الهندسة في جامعة القاهرة محمد رضا، والذي لقي مصرعه 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، على خلفية الاشتباكات التي شهدتها الجامعة بين الطلاب وقوات الشرطة، عن مفاجآت تدين الشرطة المصرية، وتخالف أقوال الطبيب الشرعي المسؤول عن تحديد سبب الوفاة.
اللجنة - التي أودعت تقريرها بناء على طلب من والدة الشهيد محمد رضا، ومحامي مؤسسة حرية الفكر والتعبير- توصلت بعد نحو خمسة أشهر من العمل إلى أن إصابة رضا من الجائز حدوثها من ضارب يقف خارج أسوار كلية الهندسة، وأن المجني عليه يمكنه الاحتفاظ بنشاطه البدني على الأقل - لمدة 10/15 ثانية، وهي مدة تسمح له بالجري من أمام البوابة الرئيسية حتى مكان سقوطه بجوار صندوق الحريق.
وكانت قوات الشرطة المتمركزة أمام بوابة الكلية قد أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش على الطلاب داخل حرم كليتهم، وذكرت والدة الشهيد في حوار سابق لها مع "العربي الجديد" أن وكيل النيابة حاول تغيير سير التحقيقات بإرفاق مرآة عاكسة من الكلية فيها آثار طلقات خرطوش ضمن أحراز القضية، لإثبات أن الضرب كان من داخل الكلية، رغم أن الأدلة الجنائية أوضحت أن نوع الخرطوش الذي اخترق جسد ابنها ليس من نوع الخرطوش نفسه الذي أصاب المرآة.
وجاء في نص تقرير اللجنة الثلاثية بحسب بيان صادر من مؤسسة حرية الفكر والتعبير "بعد معاينتنا لكلية الهندسة تبيّن أن المسافة بين الباب الرئيسي ونهاية الحديقة الأمامية من الجهة اليسرى المقابلة لصندوق الحريق حوالي 20 متراً، ويمكن قطع هذه المسافة جرياً بعد الإصابة المذكورة في حوالي 5/10 ثوانٍ، بعكس ما جاء في رأي السيد الطبيب الشرعي أن إصابة المجني عليه تمنعه من التحرك بعد الإصابة، فقد جانب السيد الطبيب الشرعي الصواب. وأبسط دليل على ذلك هو إصابة الطالب عصام جمال الدين إصابة قاتلة في الرقبة والصدر ومع ذلك استطاع الجري - رغم بداية تلاشي الرؤية وبداية فقدان الوعي - لمسافة خمس وعشرين خطوة".
وذكرت اللجنة الثلاثية المشكّلة من كبار أساتذة قسم الطب الشرعي والسموم بجامعة القاهرة في تقريرها من ثماني عشر ورقة أنها استندت في رأيها إلى أكثر من دليل، منها شهادة الشهود زملاء الطالب المقتول محمد رضا الذين شهدوا الواقعة منذ بداية الأحداث وحتى لحظة إصابته القاتلة، بالإضافة إلي شهادة المصابين وموقع إصابة كل منهم، علما بأنهم مصابون بنفس نوع طلقات الخرطوش المستخرج من جثمان المجني عليه.
وأوضحت اللجنة أنها استندت إلى المراجع العلمية الدولية ودراسة حالات مقارنة شبيهة بحالة محمد رضا والتي تؤكد قدرة المصاب بإصابات قاتلة في حالات الضوضاء والعنف والهرج على التحرك والاحتفاظ بنشاطه الجسماني، وعدم شعوره بالإصابة القاتلة لمدة زمنية، حتى يصل إلى مرحلة الصدمة العصبية؛ وقد تصل هذه المدة وفقاً لطبيعة كل جسم ما بين 10 ثوانٍ إلى ساعتين.
واعتمدت اللجنة على الصور والفيديوهات المرفقة في ملف القضية، بالإضافة إلى اطلاع اللجنة على تقارير الطب الشرعي وتقرير مصلحة الأدلة الجنائية، والمعاينة التي قام بها أعضاء اللجنة لموقع الحادثة بكلية الهندسة جامعة القاهرة وحساب المسافة من مدخل البوابة الرئيسية حتى مكان سقوط رضا.
وكانت والدة الشهيد قد اتهمت المدير العام لمصلحة الطب الشرعي والمتحدث الرسمي لمصلحة الطب الشرعي الدكتور هشام عبد الحميد بالتواطؤ مع الداخلية، بسبب ظهوره المتكرر في قنوات فضائية لإقناع المشاهدين بأن الداخلية بريئة من دم محمد رضا، وإلصاق التهمة بزملائه من الطلاب.