في محطة المترو وفي القطار وفي المتنزّه، يحمل الألمان كتبهم ويغرقون في قراءتها. بذلك يستثمرون الوقت الضائع.
والمطالعة ليست مجرّد هواية ولا ميزة يحتكرها مثقفو المجتمع، بل هي عادة تعزّزها مجموعة عوامل. ولعلّ أوّلها طول فصل الشتاء واضطرار الناس إلى البقاء في منازلهم لفترات طويلة.
إلى ذلك، يأتي "التموّن" بالكتب مع بداية فصل الشتاء من الأمور المألوفة لدى كثر، إذ تقصد أعداد كبيرة من الألمان المكتبات لشراء مجموعات من الكتب.
وتتنوّع موضوعات الكتب التي تستهوي القراء الألمان، ما بين الجريمة التي يعشقها كثيرون والتاريخ وتجارب الصحافيّين التي يجمعونها في كتب، بالإضافة إلى الخيال العلمي والروايات العالميّة والأبحاث العلميّة ـ لديها جمهورها الخاص، من دون أن ننسى موضوع السفر والتعريف بالبلدان الأخرى.
ورقي وإلكتروني
إلى ذلك، تتنوّع أشكال الكتب بين تلك القديمة والإلكترونيّة والورقيّة العاديّة. ويزداد التنافس بين الإلكتروني والورقي لأسباب عدّة يوضحها ماريو لوكاس، وهو أحد موظفي مكتبة مدينة ينا (وسط)، فيقول: "لكل منها إيجابيات وسلبيات. سلبيّة الكتب الورقيّة استهلاكها للأشجار. ودور الطبع الألمانيّة وحدها، تصدر سنوياً نحو مليار كتاب، أكثر من 80 في المئة منها كتب مطبوعة. وهو ما يؤثّر سلباً على البيئة. فكل مئة نسخة ورقيّة من كتاب يحوي 250 ورقة، تستهلك آلاف الأشجار. وهذا ما حدا بعدد كبير من دور النشر إلى تغيير سياسة نشرها وتوجهها أكثر إلى الكتب الإلكترونيّة". يضيف أنه من جهة أخرى، يمكن على سبيل المثال تحميل ألف كتاب إلكتروني على جهاز "آي بوك ريدر" بسهولة.
أما قرار شراء الكتب إلكترونياً، فتحدّده أسعارها وتوفّرها. تُضاف إلى ذلك الرغبة في توفير مكان في المنزل، عبر تفادي صنع مكتبات ضخمة فيها. من جهة أخرى، يُتابع الألمان كل جديد على الصعيد التكنولوجي.
في خلال عام 2013، بيع نحو 21 مليون كتاب إلكتروني في ألمانيا. لكن إيرادات تلك الكتب ما زالت منخفضة، وفقاً لرابطة تجار الكتب الألمانيّة.
وعلى الرغم من أن الناس ما زالوا يفضّلون النسخ المطبوعة، إلا أن عدد مشتري الكتب الإلكترونيّة ارتفع بنسبة خمسة أضعاف بين عامَي 2011 و2013، أي أن نحو 3.4 ملايين نسمة اشتروا كتباً إلكترونيّة.
ومن الجدير ذكره أن ألمانيا تصدر سنوياً جائزة أفضل مكتبة. ويستخدم القائمون على منح الجائزة معايير عدّة لتحديد أهميّة المكتبات في ألمانيا، ومنها مساحة المكتبة وعدد موظفيها ووسائل التواصل فيها لا سيّما شبكة الإنترنت، بالإضافة إلى عدد أجهزة الكمبيوتر وعدد السكان الذين تقدّم لهم الخدمات. إلى ذلك، ثمّة معيار أساسي وهو الاستخدام الذي يشمل نقاطاً عدّة، منها عدد الكتب المستعارة وساعات فتح المكتبة وعدد المشتركين، بالإضافة إلى معيارَين مهمَّين أيضاً وهما التطوير والتمويل. لذا تسعى مكتبات عامة كثيرة إلى الحصول على درجات عالية في التقييم، وهي بالتالي تعمل دوماً على تطوير نفسها، ما يجعل المنافسة مستمرّة.
مدينة الكتاب
من جهة أخرى، تنظّم ألمانيا سنوياً معرضَين للكتاب يُعدّان من أضخم المعارض على مستوى العالم، وهما معرض فرنكفورت ومعرض لايبزيغ. ويجوز القول إن لايبزيغ التي تستضيف معرضاً ضخماً، هي مدينة الكتب الأولى في ألمانيا. فهي تشتهر بكثرة مكتباتها خصوصاً تلك التي تبيع كتباً قديمة، والتي ما زالت تحتفظ جيلاً بعد جيل بمخطوطات غاية في القدم ومؤلّفات يصعب الحصول عليها عبر عمليات شراء إلكترونيّة. ولهذه المكتبات مرتادوها الذين يمضون ساعات في البحث حتى يبلغوا غايتهم. والبحث بين الكتب القديمة وتصفّحها يشكّل بحدّ ذاته متعة خاصة لكثيرين.
10 آلاف مكتبة عامة
في ألمانيا، تستطيع الاستفادة من عشرة آلاف مكتبة عامة، بحسب ما تظهر بيانات مكتب الإحصاء الألماني. كذلك، تشير الأرقام إلى نحو ألفَين و209 دور نشر، وإلى مبيع أكثر من 81 ألف مؤلَّف في عام 2013. وللنشر الألماني أيضاً مدنه، من أبرزها برلين وميونيخ وهامبورغ وشتوتغارت وكولونيا وفرانكفورت.
والمطالعة ليست مجرّد هواية ولا ميزة يحتكرها مثقفو المجتمع، بل هي عادة تعزّزها مجموعة عوامل. ولعلّ أوّلها طول فصل الشتاء واضطرار الناس إلى البقاء في منازلهم لفترات طويلة.
إلى ذلك، يأتي "التموّن" بالكتب مع بداية فصل الشتاء من الأمور المألوفة لدى كثر، إذ تقصد أعداد كبيرة من الألمان المكتبات لشراء مجموعات من الكتب.
وتتنوّع موضوعات الكتب التي تستهوي القراء الألمان، ما بين الجريمة التي يعشقها كثيرون والتاريخ وتجارب الصحافيّين التي يجمعونها في كتب، بالإضافة إلى الخيال العلمي والروايات العالميّة والأبحاث العلميّة ـ لديها جمهورها الخاص، من دون أن ننسى موضوع السفر والتعريف بالبلدان الأخرى.
ورقي وإلكتروني
إلى ذلك، تتنوّع أشكال الكتب بين تلك القديمة والإلكترونيّة والورقيّة العاديّة. ويزداد التنافس بين الإلكتروني والورقي لأسباب عدّة يوضحها ماريو لوكاس، وهو أحد موظفي مكتبة مدينة ينا (وسط)، فيقول: "لكل منها إيجابيات وسلبيات. سلبيّة الكتب الورقيّة استهلاكها للأشجار. ودور الطبع الألمانيّة وحدها، تصدر سنوياً نحو مليار كتاب، أكثر من 80 في المئة منها كتب مطبوعة. وهو ما يؤثّر سلباً على البيئة. فكل مئة نسخة ورقيّة من كتاب يحوي 250 ورقة، تستهلك آلاف الأشجار. وهذا ما حدا بعدد كبير من دور النشر إلى تغيير سياسة نشرها وتوجهها أكثر إلى الكتب الإلكترونيّة". يضيف أنه من جهة أخرى، يمكن على سبيل المثال تحميل ألف كتاب إلكتروني على جهاز "آي بوك ريدر" بسهولة.
أما قرار شراء الكتب إلكترونياً، فتحدّده أسعارها وتوفّرها. تُضاف إلى ذلك الرغبة في توفير مكان في المنزل، عبر تفادي صنع مكتبات ضخمة فيها. من جهة أخرى، يُتابع الألمان كل جديد على الصعيد التكنولوجي.
في خلال عام 2013، بيع نحو 21 مليون كتاب إلكتروني في ألمانيا. لكن إيرادات تلك الكتب ما زالت منخفضة، وفقاً لرابطة تجار الكتب الألمانيّة.
وعلى الرغم من أن الناس ما زالوا يفضّلون النسخ المطبوعة، إلا أن عدد مشتري الكتب الإلكترونيّة ارتفع بنسبة خمسة أضعاف بين عامَي 2011 و2013، أي أن نحو 3.4 ملايين نسمة اشتروا كتباً إلكترونيّة.
ومن الجدير ذكره أن ألمانيا تصدر سنوياً جائزة أفضل مكتبة. ويستخدم القائمون على منح الجائزة معايير عدّة لتحديد أهميّة المكتبات في ألمانيا، ومنها مساحة المكتبة وعدد موظفيها ووسائل التواصل فيها لا سيّما شبكة الإنترنت، بالإضافة إلى عدد أجهزة الكمبيوتر وعدد السكان الذين تقدّم لهم الخدمات. إلى ذلك، ثمّة معيار أساسي وهو الاستخدام الذي يشمل نقاطاً عدّة، منها عدد الكتب المستعارة وساعات فتح المكتبة وعدد المشتركين، بالإضافة إلى معيارَين مهمَّين أيضاً وهما التطوير والتمويل. لذا تسعى مكتبات عامة كثيرة إلى الحصول على درجات عالية في التقييم، وهي بالتالي تعمل دوماً على تطوير نفسها، ما يجعل المنافسة مستمرّة.
مدينة الكتاب
من جهة أخرى، تنظّم ألمانيا سنوياً معرضَين للكتاب يُعدّان من أضخم المعارض على مستوى العالم، وهما معرض فرنكفورت ومعرض لايبزيغ. ويجوز القول إن لايبزيغ التي تستضيف معرضاً ضخماً، هي مدينة الكتب الأولى في ألمانيا. فهي تشتهر بكثرة مكتباتها خصوصاً تلك التي تبيع كتباً قديمة، والتي ما زالت تحتفظ جيلاً بعد جيل بمخطوطات غاية في القدم ومؤلّفات يصعب الحصول عليها عبر عمليات شراء إلكترونيّة. ولهذه المكتبات مرتادوها الذين يمضون ساعات في البحث حتى يبلغوا غايتهم. والبحث بين الكتب القديمة وتصفّحها يشكّل بحدّ ذاته متعة خاصة لكثيرين.
10 آلاف مكتبة عامة
في ألمانيا، تستطيع الاستفادة من عشرة آلاف مكتبة عامة، بحسب ما تظهر بيانات مكتب الإحصاء الألماني. كذلك، تشير الأرقام إلى نحو ألفَين و209 دور نشر، وإلى مبيع أكثر من 81 ألف مؤلَّف في عام 2013. وللنشر الألماني أيضاً مدنه، من أبرزها برلين وميونيخ وهامبورغ وشتوتغارت وكولونيا وفرانكفورت.