يعيش أهالي مخيم اليرموك الفلسطيني وضعاً صعباً في ظل انقطاع تام لوصول مياه الشرب إلى المخيم منذ أكثر من عام، بدأ هذا الانقطاع منذ سبتمبر/أيلول من العام الماضي، ولا يزال مستمراً.
وتعتبر الآبار السطحية الموجودة في المخيم، المصدر الأساسي للمياه لسكانه منذ ذلك الحين، وفي كثير من الأحيان، يلجأ بعضهم إلى قطع مسافات وتحمل المخاطر للوصول إلى البلدات والأحياء المجاورة في سبيل جلب بعض الماء، والاحتياجات التي يندر وجودها في المخيم المحاصر.
وقال الناشط حيان، من بلدة يلدا، المتاخمة للمخيم، إن "مياه معظم الآبار التي يحصل عليها السكان في اليرموك لا تصلح للشرب، رغم أن العديد من المنظمات الدولية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تبذل جهوداً حثيثة لإدخال أقراص التعقيم لهذه المياه، لكن منذ عدة أشهر لا يتم ذلك، والمياه التي كنا نضطر لشربها كنا نصفيها بالخرق والملابس حتى نستطيع تقبلها، فمعظم مياه الآبار محملة بالأتربة وليست صافية".
ويضيف أن الخطر الحقيقي لهذه المياه على مرضى الكلى في المخيم، فهؤلاء لا يسمح لهم بالخروج منه حتى اليوم، وخاصة أنّ الطريق إلى المناطق المجاورة وعرة وتشهد اشتباكات متكررة.
ويؤكدّ أنّ الكهرباء مقطوعة أيضاً بشكل تام منذ أكثر من عام ونصف العام، إذ يتم تشغيل مضخات المياه من الآبار على الديزل، فيما يستعمل الوقود ذو الأسعار الخيالية في تشغيل الأجهزة الطبية في مستوصف المخيم عند الضرورة.
اقرأ أيضاً: مفوضية اللاجئين تعد خطة للتعامل مع الشتاء بالأردن
يذكر أن اللجان الطبية العاملة في النقاط الصحية التابعة للأونروا في بلدة يلدا، أعلنت عن تشخيص عشرات الإصابات بالتيفوئيد بين مئات النازحين من المخيم ممن قامت بإجراء فحوص طبية لهم خلال الأشهر الماضية.
وحذرت الأونروا من خطر استمرار انتشار الأمراض السارية كالتيفوئيد، والتهاب الكبد في حال استمرار انقطاع المياه والكهرباء، ومنع وصول الدواء والخدمات الطبية والإغاثية إلى داخل المخيم.
يشار إلى أن معظم الهيئات الإغاثية انسحبت من مخيم اليرموك بسبب تهديد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" لها، كذلك توقف إدخال جميع المساعدات الإنسانية للمخيم بما فيها مساعدات الأونروا منذ بداية نيسان/ أبريل من العام الجاري.
اقرأ أيضاً: آلاف السوريين الفارين من الحرب يستغيثون