تسعى مديرة مؤسسة حوار للتنمية المجتمعية إيمان عبد الرحمن، من سكان رام الله، وسط الضفة الغربية، لأن تلقى حملة "أرسم بسمة في المستشفى"، والتي أطلقتها ومجموعة من الناشطين الفلسطينيين من أجل إنشاء غرفة ألعاب في أقسام الأطفال بالمستشفيات الحكومية الفلسطينية، تفاعلاً من المجتمع الفلسطيني بدعمها مادياً ومعنوياً.
تقول عبد الرحمن لـ"العربي الجديد"، إن "الحملة بحاجة لدعم من أجل تجهيز محتويات غرف الألعاب، والتي من شأنها التخفيف من حدة المرض والتفريغ النفسي لدى الأطفال، وخاصة من يقيمون في المستشفيات لفترات طويلة".
وتكمن أهمية غرفة اللعب للأطفال المرضى غير المصابين بالأمراض المعدية، بتوفير مساحة آمنة للطفل توفر له جواً من الفرح والبهجة، وممارسة هواياته، وتخرجه من جو المرض وتساعد ذويه بالتخفيف من معاناتهم. ويدعو الناشطون لإعادة تأهيل الطواقم الطبية في أقسام الأطفال من أجل التعامل معهم وفق أعمارهم، وبما يكسر الحاجز النفسي بين الطفل المريض والطبيب.
وتتكون الغرفة، التي يتم حجز مكانها بالتنسيق مع إدارات المستشفيات، من ألعاب تثقيفية وألعاب التفريغ النفسي وكذلك قصص الأطفال، ومجهزة بتلفزيون ووسائل تدفئة وتبريد، ومصممة بطريقة تتلاءم بتصميمها وتأثيثها مع أمراض الأطفال.
لكن ما يخشاه الناشطون هو الإهمال الذي قد تتعرض له غرفة الألعاب، وخاصة أنها بحاجة لرعاية وتعقيم يومي ونظافة عامة وتجديد وتوفير مستلزمات لها، ما يتطلب دوراً من وزارة الصحة الفلسطينية، وكذلك توفّر الدعم لذلك.
وستحقق الحملة حلم الناشطين بتلك الغرف الشهر المقبل، بعدما وفروا مكاناً لتجهيز غرفتي ألعاب في مستشفيين حكوميين في بيت لحم والخليل، إلى الجنوب من الضفة الغربية، ويسعون لتوفير الدعم المالي، سواء كان عينياً أم نقدياً، من أجل الوصول لكافة المستشفيات في جميع المحافظات الفلسطينية، وإنشاء تلك الغرف البالغة كلفة الواحدة منها نحو 5 آلاف دولار.
وتدعو عبد الرحمن رجال الأعمال والمؤسسات الخاصة والأهلية إلى دعم هكذا مشاريع، وكذلك تثقيف المجتمع الفلسطيني بضرورة تجهيز أقسام الأطفال لتكون مختلفة عن الأقسام الأخرى في المستشفيات.
وتنظم المؤسسة عدة أنشطة مجتمعية، منها توزيع الهدايا على المرضى خلال زيارتهم في المستشفيات، والاهتمام بالأطفال منهم، وخاصة مرضى السرطان. ويقوم طاقم من المتطوعين بتنفيذ فعاليات داخل أقسام الأطفال، كالرسم على الوجوه أو مساعدة الأطفال على التفريغ نفسياً من خلال الرسم.
اقرأ أيضاً: "باص الفنون".. مساحة للحياة والطفولة