لم يخطر ببال الفتى المقدسي، محمد مجيد الزغل (14عاماً)، من سكان القدس، أن يصبح بين ليلة وضحاها "إرهابيًا" مطلوبًا من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمجرد حيازته مسطرة خشبية اتخذت شكل سكين، ليتم اعتقاله أول أمس الثلاثاء.
وسارعت سلطات الاحتلال إلى اتهام الفتى بالتخطيط لعملية طعن ضد إسرائيليين، بعد أن جهّز مسطرته الخشبية لهذا الغرض وشحذها، كما قالت الشرطة الإسرائيلية، لينفّذ بها خطته "المجنونة".
نقل محمد إلى التحقيق وهناك، كما تقول عمته، ريما الزغل، لـ"العربي الجديد"، خضع لتحقيق مكثّف من قبل المحققين الإسرائيليين الذين لم يقتنعوا بما أدلى به من إفادة، مؤكدة أن مسطرة محمد الخشبية لم تُعد بتاتاً لأي عملية طعن، وتساءلت عن كيفية إقدام فتى صغير بعمره، لم يتجاوز الرابعة عشرة، على تنفيذ مثل هذه العملية، مواجهًا جنديًا مدججًا بالسلاح.
المحققون الإسرائيليون قرروا استمرار توقيف محمد إلى اليوم، لعرضه على المحكمة، وأضافت عمته: "لن يتمكن والده من حضور محاكمته، لأنه معتقل منذ خمسة شهور بتهمة نقل عمال من الضفة الغربية إلى أماكن عملهم داخل الأراضي المحتلة، كما أن والدة محمد لن تتمكن أيضًا من الحضور إلى المحكمة، لأنها تحمل بطاقة هوية الضفة الغربية، وكانت أوقفت مرتين لدخولها القدس، وإقامتها فيها دون تصريح".
تقطن عائلة محمد في حي رأس العمود بمدينة القدس، وترعاه الآن عمته ريما التي ستحضر وحدها محاكمة ابن شقيقها، لتضاف حكاية محمد إلى حكايات عشرات الأطفال المقدسيين الذين قتلوا، أو اعتقلوا اشتباها، وحوّل بعضهم إلى الاعتقال الإداري.
هذه المرة، ربما سيحاكم محمد لحيازته سلاحًا خطيرًا، وهو مسطرة خشبية، اتخذت شكل سكين، بعد أن اتهم محمد بشحذها ليطعن بها جنود الاحتلال رغم إصرار الطفل أن تلك الرواية غير صحيحة.
اقرأ أيضاً:انتفاضة القدس.. الاحتلال إلى زوال