وقعت التفجيرات الدامية يوم الجمعة الماضي في العاصمة الفرنسية، لكن تداعياتها شملت القارة الأوروبية والعالم بأسره.
مواطن أميركي يدعى ألكس مالوي من نيويورك، يعيش تجربة لم يسبق له أن عاشها من قبل، عرف نتيجتها عن قرب معنى الإسلاموفوبيا. فقد شاءت الظروف أن يجد نفسه أمام شخص أميركي مثله يعاني من استبعاد الناس له، وتجنب التعامل معه فقط لأنه مسلم.
يخبر الشاب الأميركي عن لحظات عاشها ويصفها بأنها "أتعس لحظات حياته"، عندما استقل سيارة أجرة في أحد شوارع منهاتن، في أعقاب تفجيرات باريس الإرهابية والتي راح ضحيتها 129 قتيلاً على الأقل.
تبدأ قصة ألكس مالوي (23 عاماً) عندما اقترب من سيارة الأجرة، وكان قد مضى حوالي الساعتين على تفجيرات باريس، التي تداولها العالم بأسره ليل الخميس – الجمعة الماضي، وعمليات الاعتداء الست المتتابعة التي ضربت نواحي عديدة من العاصمة الفرنسية وأوقعت ما لا يقل عن 320 جريحاً حالة نحو 70 منهم حرجة للغاية.
اقرأ أيضاً: اعتداء وتهديد مساجد في كندا وأميركا بعد تفجيرات باريس
وفور صعود ألكس بالسيارة، نظر إليه السائق فشكره وشرع يجهش بالبكاء، فتعجب الشاب الأميركي من تعبير الشكر ومن بكاء السائق، الذي أخبره أن أحداً من الركاب المنتظرين قد تجرأ وصعد معه في سيارته، بعد الانفجارات في فرنسا لأنه مسلم، وملامحه تشير إلى ذلك.
ويقول الشاب الأميركي إنها لحظات مفجعة، الانفجارات حصلت قبل ساعتين في مكان بعيد عن هنا، لكن الناس في نيويورك أخذوا موقفاً من سائق لا علاقة له بما حصل، وإن كان مسلماً فهذا لا يعني أنه يشكل مصدر قلق وخطر عليهم.
ويتابع بأن السائق شاب لا يتجاوز عمره الـ 25 عاماً، وكان طيباً، وبكاؤه جعلني في أقصى درجات الاستياء، لأن الناس تحكم على الآخرين نتيجة أفكار مسبقة لديها، كما أنها تعمم تلك الأحكام على الناس جميعاً دون تفرقة.
كتب ألكس موراي ما حصل معه على تويتر وفيسبوك، وأعلن رأيه وموقفه المناهض للإسلاموفوبيا، فتلقى 31 ألف ردّ على تغريدته على تويتر، و 23 ألف مشاركة على فيسبوك، مشيراً إلى أن المشاركات لم تكن محصورة بالمسلمين بل من العالم أجمع.
كيف لا، فالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أعلن أن تفجيرات باريس حرب على العالم بأسره، وليست ضد فرنسا وحدها.
اقرأ أيضاً: الإسلاموفوبيا تزيد بنسبة 23.5 في المائة في فرنسا