تشهد العلاقة بين نقابة العمال وأصحاب العمل توتراً حاداً منذ أسابيع بسبب تعطل المفاوضات حول الزيادة في أجور العاملين في القطاع الخاص، الذين يقارب عددهم مليوناً ونصف المليون عامل.
كما شهدت الأسابيع الماضية تصريحات حادة من الطرفين أدت إلى تأزم الوضع وإعلان النقابة الدخول في سلسلة إضرابات في كامل جهات البلاد، بدأت بصفاقس، وكانت ستتواصل في تونس الكبرى التي تضم أربع محافظات، لكن اتحاد الشغل ألغاها بعد الاعتداء الإرهابي الذي شهدته تونس الثلاثاء الماضي في تونس العاصمة.
ولقي هذا الموقف ترحيباً وطنياً، خصوصاً من طرف رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الذي كرر تصريحاته في كل وسائل الإعلام بأنه موقف وطني عالٍ يستوجب من رجال الأعمال الردّ عليه بموقف مماثل. ولم يكتف الغنوشي بهذا الموقف وإنما سعى خلال الأيام الماضية إلى محاولة التقريب بين وجهتي النظر، والتقى أمس السبت بحسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل بمقر اتحاد عمال المغرب العربي بتونس العاصمة.
اقرأ أيضاً: عاملات تونسيّات بلا حقوق
وتعرض اللقاء إلى آخر المستجدات على المستوى الوطني إثر الجريمة الإرهابية التي تعرض لها أعوان الأمن الرئاسي، كما تطرّق إلى الوضع الاجتماعي الذي بات يحتم التوصل إلى توافق يحقق الاستقرار في البلاد ويوحّد الصف في مواجهة آفة الإرهاب التي تستهدف كامل مسار الانتقال الديمقراطي في تونس، بحسب بيان للنهضة.
وكان الغنوشي التقى مساء الخميس بالسيدة وداد بوشماوي رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة في مقرها، مصحوبا بمستشاره السياسي لطفي زيتون، وتعرض اللقاء إلى الوضع الاجتماعي الذي شهد في الفترة الأخيرة بعض التوتر، نتيجة تعطل المفاوضات بين الاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد الصناعة والتجارة، متمنّيا أن يتم التوصل إلى اتفاق يعيد الوئام إلى الساحة الاجتماعية.
وبحسب تصريح صحافي لوزير الشؤون الاجتماعية فإن الطرفين بدأا يقتربان من الحل، وربما تكون جلسة غد الاثنين كافية للتوصل إلى اتفاق، وخصوصا أن مقترحات الطرفين بشأن الزيادة لم تعد بالتناقض الذي سجلته بداية المفاوضات.
في جانب آخر، تحول الغنوشي صبيحة الجمعة إلى مدينة "أكودة " قرب سوسة وسط تونس لتقديم واجب العزاء لعائلة الشهيد النقيب جمال عبد الجليل، الذي استشهد في العملية الإرهابية الغادرة التي طاولت أفراد الأمن الرئاسي منذ أيام.
وعبّر الغنوشي عن تضامنه الكامل، مع عائلة الفقيد الذي عمل مرافقا له لفترة قاربت الثلاث سنوات وكان "مثالا للانضباط والمهنية ورفعة الأخلاق، ولم يكن حارسا بل كان أخا دمث الأخلاق ولا يكتفي بواجبه فقط بل أكثر من الواجب أحيانا وهو نموذج للفداء، وهو أحد حرّاس المسار الانتقالي في البلاد"، بحسب تصريحات الغنوشي.
اقرأ أيضاً: تونس: مفاوضات الساعات الأخيرة لتفادي إضرابات تاريخية