تعملُ ألمانيا جاهدة على مساعدة اللاجئين على الاندماج في ألمانيا. واللغة تعدُّ أمراً أساسياً ليتمكن هؤلاء من ذلك والمضي قدماً في حياتهم بشكل طبيعي من دون مساعدة، خصوصاً أنه لا يمكن للحكومة تعيين مترجم لكل لاجئ. لذلك، عمدت إلى تنظيم دورات عديدة في الاندماج وتعليم اللغة. وفي الوقت الحالي، تنوي الوكالة الاتحادية للعمل تمويل دورات تعليم اللغة لمائة ألف لاجئ، وتستهدف اللاجئين المتوقع حصولهم على إقامة في البلاد.
وأعلنت الوكالة أن كلفة التسجيل في هذه الدورات تراوح ما بين 45 مليون يورو (نحو 41 مليون دولار أميركي) و121 مليون يورو (نحو 131 مليون دولار)، ومن المقرر تمويلها من صندوق مواجهة الأزمات التابع للوكالة. كذلك، أشارت في تقريرها إلى أن هذه الدورات تهدف إلى تعليم اللاجئين مبادئ اللغة الألمانية، كي تُسهّل عليهم أمور الحياة اليومية. وبحسب التقرير، فإن هذه الدورات مخصّصة للاجئين الذين لديهم فرص جيدة للبقاء في ألمانيا، ولم يشاركوا حتى الآن في دورات الاندماج التي تنظمها الهيئة الاتحادية لشؤون الهجرة والاندماج.
هذا المشروع صدر بعد تعديلات في قوانين اللجوء، إذ لم يكن يُسمح للوكالة الاتحادية في الماضي بتمويل دورات اللغة الألمانية إلا لأغراض مهنية فقط، وليس لتعليم مبادئ اللغة.
وطالب عدد من السياسيين في البرلمان الألماني بأن تقدّم الدولة دعماً كافياً لدورات تعليم اللغة. وقال مدير معهد الاقتصاد الألماني في كولونيا ميشائيل هوثر إن لدى هؤلاء اللاجئين إمكانيات كبيرة، علماً أن ثمّة عدداً كبيراً من الأكاديميين والمهنيين. لذلك، يجب على الدولة بذل جهد لتمويل المشاريع الهادفة إلى تعليم اللغة بشكل جيد، والتسريع في عملية اندماج اللاجئين، علماً أن الشركات الألمانية بحاجة لهؤلاء بسبب النقص في العمالة المتخصصة.
ويدرك المسؤولون أهمية اليد العاملة في صفوف اللاجئين المقيمين في ألمانيا، وإمكانية الاستفادة منهم. وكان مكتب العمل الألماني ومكتب الهجرة واللاجئين، قد أطلقا مشاريع عدة لاختيار يد عاملة متخصصة وتوظيفها في سوق العمل. لكن المشروع اصطدم بنقص كبير في التمويل لصالح اللغة.
وأدّى توافد اللاجئين إلى ازدحام في مراكز تعليم اللغة، حتى باتت المعاهد عاجزة عن تأمين أماكن للجميع، ما يضطر البعض إلى الانتظار فترة طويلة، علماً ما من أمكنة شاغرة للعام 2016. وبحسب القانون الألماني، فإن الهدف من دورات الاندماج وتعلّم اللغة الألمانية، هو أن يصبح اللاجئ منفتحاً على الثقافة الألمانية، وأن يكون على دراية كافية بما يدور حوله من دون مساعدة خارجية.
اقرأ أيضاً: اللغات تربك الأطفال في ألمانيا