في مخيم البصّ للاجئين الفلسطينيين في منطقة صور في جنوب لبنان، يحاول بعض الشباب استحداث مساحات ثقافية للتخفيف من الضغوط التي يعيشها أهله. وهذا المخيّم الذي لا تتعدى مساحته الكيلومتر المربع الواحد، شأنه شأن باقي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، يفتقر إلى كثير من الأساسيات في حين يرزح أهله تحت الفقر.
ومن تلك المساحات، مكتبة يوسف وعلم نصر سويدي التي موّلتها مؤسسة "التعاون" في بيروت. روان أبو صهيون هي أمينة المكتبة، تقول إن "مشروع المكتبات موجود في الأساس في فلسطين، وفي لبنان هو المشروع الثاني. بالإضافة إلى مخيم البصّ، نجد هذه المكتبات في مخيمات البرج الشمالي، والرشيدية، والبداوي، ونهر البارد، وعين الحلوة، وبرج البراجنة".
صحيح أنها مكتبة، إلا أنها وبحسب ما توضح أبو صهيون "تنظم نشاطات مختلفة للأطفال ابتداءً من السبع سنوات، كذلك نقوم بأخرى مختلفة لتلاميذ الروضات، من قبيل مسرح الدمى والرسم الحر بعد قراءة القصص ومشاهدة أفلام رسوم متحركة". تضيف: "أما بالنسبة إلى الأكبر سناً، فنعدّ معهم أشغالاً يدوية، في حين ننظم أمسيات الشعرية للبالغين بالإضافة إلى محاضرات نشعر بأنها تفيد مجتمعنا وبيئتنا. ونحن نحيي أيضاً المناسبات الوطنية والأيام العالمية مثل يوم المرأة العالمي ويوم التوعية حول السل ويوم مكافحة التدخين".
إلى ذلك، تؤمّن الكتب وخدمة الإنترنت مجاناً لجميع الفئات العمرية، وتنظم بحسب ما تقول أبو صهيون "محاضرات للأمهات في المخيم. وكثيرات هنّ الأمهات اللواتي يستعرن كتب طبخ أو كتباً للمطالعة في البيت. وأحياناً تقصد أمهات المكتبة ليقرأن لأولادهم الكتب". كذلك تنظم المكتبة نشاطات مشتركة بينها وبين وحدة التدخل المبكر التي عادة ما ترسل متخصصة نفسيّة لتساعد الأمهات على التفريغ النفسي.
واستعارة الكتب تأتي بطريقة غير معقّدة، إذ إنه وبحسب أبو صهيون "تستلزم فقط من المهتم تدوين اسمه ورقم هاتفه، بالتالي يصبح قادراً على استعارة الكتب التي يريدها مجاناً ولمدّة محدّدة. أيضاً، يقصد المكتبة طلاب كثر لإجراء بحوثهم العلمية، فنقدّم لهم خدمة الإنترنت. وثمّة أطفال يقصدوننا للعب على أجهزة الكومبيوتر".
وتشير أبو صهيون إلى أن مؤسسة "التعاون" تنظم ورش تدريب على الكمبيوتر للعاملين في المكتبات، بالإضافة إلى كيفية جعل الشباب يقدمون المعلومات للأمهات أو لمطلق إنسان من خلال محاضرات تجعل الأمهات يتمكنّ من التعرف على كيفية استعمال البريد الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي لا سيما فيسبوك".
اقرأ أيضاً: مكتبة عامة في مخيم عين الحلوة