أسباب شعورك بالبرد أكثر من الآخرين

في مكتب الشركة المكيّف، يجلس نحو عشرين موظفاً. وبينما يتأقلم عدد منهم مع حرارة الجو مهما كانت، يبادر البعض إلى تشغيل التبريد. لكنّ ذلك يتسبب في شعور زملاء له بالبرد، وبشدة أحياناً.

تتفاوت قدرات كلّ منا في تحمّل البرد. ويتفاوت تأثرنا به وردود فعلنا تجاهه. لكن، ما سرّ هذا؟

يشير موقع "آي إف إل ساينس" العلمي المتخصص إلى أنّ إدراكنا للبرد يبدأ عندما ترسل أعصاب الجلد رسائل إلى الدماغ تتعلق بحرارة الجلد. وهذه الرسائل لا تتضمن حرارة الجلد فقط، بل أيضاً معدل التغير في درجة حرارته. وهو ما يجعلنا نشعر ببرد أكثر عندما نقفز في الماء البارد فجأة، فتنخفض حرارة الجلد بسرعة، عمّا لو نزلنا في الماء تدريجياً، أو بللنا جسدنا رويداً رويداً.

اندفاع الرسائل العصبية المولّد عن انخفاض حرارة الجلد يقدّم إنذاراً مبكراً بخصوص حدث من المرجّح أن يتسبب بانخفاض حرارة الجسد الأساسية، أي حرارة الأعضاء الداخلية، وهو انخفاض مميت.

في الأشخاص الأصحاء تمنع الأنظمة الفسيولوجية حدوث انخفاض حرارة الجسم. فالرسائل العصبية من الجلد تصل إلى المهاد، وهي المنطقة الدماغية المسؤولة عن التحكم في البيئة الداخلية للجسم، والتي تولّد التعليمات داخل الجهاز العصبي المسؤول عن منع الانخفاض في حرارة الجسم الرئيسية.

وبالتالي فالرسائل العصبية التي تصل إلى العضلات تولّد بدورها حرارة أيضية إضافية من خلال الارتعاش. أما الرسائل العصبية التي تصل إلى القشرة الدماغية، وهي مركز المنطق، فتولّد معلومات حول كيفية شعورنا بالبرد. وهو ما يندمج مع الرسائل الواصلة من الجهاز الحوفي في الدماغ المسؤول عن حالتنا الانفعالية، ليحدد مدى سوء حالة البرد التي نعاني منها. وببساطة، فإنّ الشعور الخارجي بالبرد هو محاولة الجلد، كخط دفاع أول، منع انخفاض حرارة الجسم الرئيسية.

هنالك عدة أسباب مرضية للشعور بالبرد أكثر من الآخرين: من ذلك ترهّل العضلات التي لا تنتج حرارة كافية، والمشاكل في الأوعية الدموية، وفقر الدم، ونقص الحديد وغيرها.

أما في الأشخاص الأصحاء فغالباً ما تشعر الإناث بالبرد في البيئة نفسها أكثر من الذكور. وهو ما يعود على الأرجح إلى جلدهن الأكثر رقة وحرارته الأقل، وإنتاجهن لهورمون الأستروجين بشكل أكبر.

هنالك أيضاً أساس جيني وراثي لشعور البعض بالبرد أكثر من الآخرين. وهنالك سبب آخر يتعلق بمظهر الآخرين المرتعش من البرد أمامنا، وهي ظاهرة تسمى "عدوى البرد". وببساطة قد نشعر بالبرد أكثر من غيرنا، لأنّ ملابسهم أثقل من ملابسنا.

اقرأ أيضاً: المرض الجسدي يضعف الذكاء