كان حسن اجتماعي يدرس السينما في إحدى الجامعات الإيرانية. هناك التقى زينب التي أعجب بها من النظرة الأولى، على حد قوله. ألقى عليها "السلام"، وجمعتهما قصة حب انتهت بالزواج. بعدها، بدأا يواجهان المصاعب سوياً، وشكلت حادثة السرقة التي تعرضا لها منعطفاً في حياتهما. كانا عائدين من العمل، ويحملان معدات وأجهزة وكاميرات سرقت جميعها.
سعر هذه المعدات كان مرتفعاً للغاية. قررا "تقديم النذور" إلى حين العثور على السارق وحل المشكلة. بدآ بطهي الطعام في المنزل يومياً، وتوزيعه على بعض المحتاجين في المنطقة التي يسكنونها في العاصمة طهران. مرت أشهر عدة وهما على هذا الحال.
لم يعثرا على السارق. لكنهما اعتادا القيام بهذا العمل يومياً. وبعد مرور بعض الوقت، قرر عدد من الجيران والأقارب المساعدة من خلال إعطائهما بعض المال لشراء مستلزمات الطعام، أو توزيع الوجبات التي باتت تصل إلى مناطق أخرى. يقول حسن إنهما كانا يشعران بـ "الراحة"، وقد لاحظ أنه اعتاد هذا العمل بعد مرور أشهر، حتى إنه نسي غايته الأصلية منه، ما جعله يقرر الاستمرار فيه وتطويره. وأطلق وزوجته شبكة حملت اسم مجموعة "سلام"، بهدف تقديم المزيد من المساعدات للمحتاجين.
يضيف لـ "العربي الجديد" أنه مع مرور الوقت، تطور عمل المجموعة التي يواظب أفرادها على توزيع الوجبات بشكل يومي على عدد من العائلات. ومع ازدياد عدد المتبرعين، استطاع أعضاء "سلام" شراء الثياب وبعض السلع الاستهلاكية وتوزيعها على المحتاجين.
يصل عدد أعضاء المجموعة الرئيسيين إلى 200 عضو. هؤلاء يعرفهم حسن، إلا أنه يتوقع أن يكون عدد المشاركين بالمشروع حالياً أكبر من هذا بكثير، وخصوصاً أن الفكرة هي قيام كل شخص بعمل واحد ومفيد مهما كان حجمه وقيمته. وعلى كل واحد من هؤلاء العمل على تعريف الأصدقاء بالفكرة. يضيف أنه "ليس مهماً أن يكون مطلعاً على كل برامج وأعمال الأعضاء الرئيسيين أو المشاركين من معارفهم، بل الترويج لهذه الثقافة في المجتمع".
ومع اتساع دائرة المشاركين في "سلام"، صار البعض قادراً على التنسيق مع المؤسسات الخيرية، ما سهّل تحقيق الهدف وتسليم المساعدات إلى المحتاجين. واليوم، تقدم "سلام" عروضاً في دور الأيتام والعجزة والمسنين والمستشفيات، وخصوصاً تلك التي تهتم بالأطفال مرضى السرطان.
لا تقدم المجموعة دعماً لهؤلاء فحسب، بل إن حسن وزينب وأصدقاءهما العاملين في المجال الفني يقدمون عروضاً ترفيهية في هذه الأماكن وغيرها، بهدف جمع التبرعات التي تساعدهم على الاستمرار بمبادرتهم هذه، ما أدى إلى زيادة عدد المشتركين.
أيضاً، قرر مؤسسا المجموعة الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي للإعلان عن برامجهم ومشاركة الأفكار وغيرها. يقول حسن إنه تفاجأ مع الوقت بحجم البرامج والمشاريع المماثلة. يضيف: "على الرغم من أنني صاحب الفكرة، إلا أن هذا لا يعني بالضرورة إشرافي على جميع البرامج. فالغاية هي التشجيع على التعاون وإنقاذ المجتمع من مشاكله".
زاد العمل، واضطر حسن وزوجته والعاملون معهم إلى تقسيم أنفسهم إلى مجموعات، كل بحسب اهتمامه وتخصصه والمنطقة التي يعيش فيها. وتعمل بعض المجموعات في مدارس ومستشفيات، فيما يقوم آخرون بتوزيع المساعدات ووجبات الطعام على المحتاجين.
تقول زينب إنه لم يتجاوز عمر هذه الفكرة عامين. في الوقت نفسه، تلفت إلى أنها أثّرت على حياتها بشكل إيجابي، موضحة أن المشاكل الصغيرة لم تعد تزعجها وزوجها، فالاحتكاك بالآخرين والتعرف على مشاكلهم تجعل المشاكل الأخرى تبدو أبسط مما هي عليه.
لا تحظى هذه المجموعة بأي دعم حكومي، بحسب زينب. الهدف من المشروع هو الترويج لفكرة المبادرة الاجتماعية التي يجب أن يتحمل مسؤوليتها أبناء المجتمع نفسه، وليس الحصول على تمويل أو مزيد من التبرّعات. تضيف: "يجب أن يصبح الجميع مسؤولين عن خدمة هذا المجتمع".
يمكن القول إن "سلام" حققت نجاحاً في فترة وجيزة، بدليل انضمام عدد كبير من المشاركين إليها، منهم من كان قد حصل على مساعدات في وقت سابق. يقول أحد عمال البناء لـ "العربي الجديد" إنه حصل على وجبة من سلام خلال شهر رمضان الماضي، وحين اطلع على هدف تأسيس المجموعة، أصرّ على تقديم مبلغ من المال حتى لو اعتبره البعض زهيداً. يرى الزوجان أن الغاية بدأت تتحقق. لكن ما زال أمامهما عمل كثير لجعل هذه الشبكة أكبر، كما يقولان.
إقرأ أيضاً: بيوت آمنة للإيرانيات المعنّفات
سعر هذه المعدات كان مرتفعاً للغاية. قررا "تقديم النذور" إلى حين العثور على السارق وحل المشكلة. بدآ بطهي الطعام في المنزل يومياً، وتوزيعه على بعض المحتاجين في المنطقة التي يسكنونها في العاصمة طهران. مرت أشهر عدة وهما على هذا الحال.
لم يعثرا على السارق. لكنهما اعتادا القيام بهذا العمل يومياً. وبعد مرور بعض الوقت، قرر عدد من الجيران والأقارب المساعدة من خلال إعطائهما بعض المال لشراء مستلزمات الطعام، أو توزيع الوجبات التي باتت تصل إلى مناطق أخرى. يقول حسن إنهما كانا يشعران بـ "الراحة"، وقد لاحظ أنه اعتاد هذا العمل بعد مرور أشهر، حتى إنه نسي غايته الأصلية منه، ما جعله يقرر الاستمرار فيه وتطويره. وأطلق وزوجته شبكة حملت اسم مجموعة "سلام"، بهدف تقديم المزيد من المساعدات للمحتاجين.
يضيف لـ "العربي الجديد" أنه مع مرور الوقت، تطور عمل المجموعة التي يواظب أفرادها على توزيع الوجبات بشكل يومي على عدد من العائلات. ومع ازدياد عدد المتبرعين، استطاع أعضاء "سلام" شراء الثياب وبعض السلع الاستهلاكية وتوزيعها على المحتاجين.
يصل عدد أعضاء المجموعة الرئيسيين إلى 200 عضو. هؤلاء يعرفهم حسن، إلا أنه يتوقع أن يكون عدد المشاركين بالمشروع حالياً أكبر من هذا بكثير، وخصوصاً أن الفكرة هي قيام كل شخص بعمل واحد ومفيد مهما كان حجمه وقيمته. وعلى كل واحد من هؤلاء العمل على تعريف الأصدقاء بالفكرة. يضيف أنه "ليس مهماً أن يكون مطلعاً على كل برامج وأعمال الأعضاء الرئيسيين أو المشاركين من معارفهم، بل الترويج لهذه الثقافة في المجتمع".
ومع اتساع دائرة المشاركين في "سلام"، صار البعض قادراً على التنسيق مع المؤسسات الخيرية، ما سهّل تحقيق الهدف وتسليم المساعدات إلى المحتاجين. واليوم، تقدم "سلام" عروضاً في دور الأيتام والعجزة والمسنين والمستشفيات، وخصوصاً تلك التي تهتم بالأطفال مرضى السرطان.
لا تقدم المجموعة دعماً لهؤلاء فحسب، بل إن حسن وزينب وأصدقاءهما العاملين في المجال الفني يقدمون عروضاً ترفيهية في هذه الأماكن وغيرها، بهدف جمع التبرعات التي تساعدهم على الاستمرار بمبادرتهم هذه، ما أدى إلى زيادة عدد المشتركين.
أيضاً، قرر مؤسسا المجموعة الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي للإعلان عن برامجهم ومشاركة الأفكار وغيرها. يقول حسن إنه تفاجأ مع الوقت بحجم البرامج والمشاريع المماثلة. يضيف: "على الرغم من أنني صاحب الفكرة، إلا أن هذا لا يعني بالضرورة إشرافي على جميع البرامج. فالغاية هي التشجيع على التعاون وإنقاذ المجتمع من مشاكله".
زاد العمل، واضطر حسن وزوجته والعاملون معهم إلى تقسيم أنفسهم إلى مجموعات، كل بحسب اهتمامه وتخصصه والمنطقة التي يعيش فيها. وتعمل بعض المجموعات في مدارس ومستشفيات، فيما يقوم آخرون بتوزيع المساعدات ووجبات الطعام على المحتاجين.
تقول زينب إنه لم يتجاوز عمر هذه الفكرة عامين. في الوقت نفسه، تلفت إلى أنها أثّرت على حياتها بشكل إيجابي، موضحة أن المشاكل الصغيرة لم تعد تزعجها وزوجها، فالاحتكاك بالآخرين والتعرف على مشاكلهم تجعل المشاكل الأخرى تبدو أبسط مما هي عليه.
لا تحظى هذه المجموعة بأي دعم حكومي، بحسب زينب. الهدف من المشروع هو الترويج لفكرة المبادرة الاجتماعية التي يجب أن يتحمل مسؤوليتها أبناء المجتمع نفسه، وليس الحصول على تمويل أو مزيد من التبرّعات. تضيف: "يجب أن يصبح الجميع مسؤولين عن خدمة هذا المجتمع".
يمكن القول إن "سلام" حققت نجاحاً في فترة وجيزة، بدليل انضمام عدد كبير من المشاركين إليها، منهم من كان قد حصل على مساعدات في وقت سابق. يقول أحد عمال البناء لـ "العربي الجديد" إنه حصل على وجبة من سلام خلال شهر رمضان الماضي، وحين اطلع على هدف تأسيس المجموعة، أصرّ على تقديم مبلغ من المال حتى لو اعتبره البعض زهيداً. يرى الزوجان أن الغاية بدأت تتحقق. لكن ما زال أمامهما عمل كثير لجعل هذه الشبكة أكبر، كما يقولان.
إقرأ أيضاً: بيوت آمنة للإيرانيات المعنّفات