كشفت منظمة "أطباء بلا حدود"، أن حصار بلدة مضايا السورية تسبب في وفاة 23 مريضاً من الجوع، داخل المركز الصحي المدعوم من قبل المنظمة منذ الأول من شهر ديسمبر/كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وذكرت المنظمة الدولية أن ستة ممن قضوا بسبب الجوع، أطفال تبلغ أعمارهم أقل من عام، وخمسة فوق سن الستين، أما الأشخاص الـ12 الباقين، فهم بين الخمس سنوات والستين سنة، ويتوزعون بين 18 ذكراً و5 إناث، ما يشير إلى أن الوفاة جوعاً تطاول جميع الفئات العمرية من الجنسين.
وعبرت "أطباء بلا حدود" عن "حالة الذعر التامة على مصير المرضى، الذين يتلقون العلاج في الوقت الحالي، وعلى مصير سكان المنطقة، والذين لم يتوفر لديهم إلا القليل من الطعام لأشهر عديدة".
ورحبت المنظمة بالتقارير التي تفيد بأن الحكومة السورية ستسمح بدخول الإمدادات الغذائية إلى المنطقة، مشددة على أن إيصال الأدوية الفوري بعد خط الحصار يجب أن يكون أولوية، كما دعت إلى السماح للمرضى بالإخلاء الطبي الطارئ إلى أماكن آمنة لتلقي العلاج.
وأفاد مدير العمليات في أطباء بلا حدود، بريس دو لافين، بأن "هذا مثال واضح على تداعيات اللجوء إلى الحصار كاستراتيجية عسكرية، والآن وبعد تشديد الحصار نفدت الأدوية لدى الأطباء المدعومين من قبل المنظمة وتزايدت طوابير المرضى الذين هم في حاجة إلى علاج.
كما بات الأطباء يلجأون إلى استعمال السوائل الطبية لإطعام الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، بحيث إن هذه السوائل هي المصادر الوحيدة للسكر والطاقة، ما يؤدي إلى تسريع استهلاك الإمدادات الطبية القليلة الباقية".
وأضاف: "يكمن الحل الوحيد للسيطرة على الوضع الذي أصبح كارثياً، في السماح بدخول الإمدادات الغذائية والإخلاء الطبي الفوري للمرضى، والسماح بدخول إمدادات الأدوية".
واعتبر بيان المنظمة أن "الوضع في مضايا يشكل مثالاً واضحاً، عمّا يمكن أن يكون عليه الحد الأقصى للحصارات التي يفرضها النظام السوري ومجموعات المعارضة المسلحة على حد سواء في عدة مناطق في سورية، الأمر الذي يستدعي قلقاً عند منظمة أطباء بلا حدود من احتمال تكرار أوضاع مماثلة في المناطق المحاصرة".
وأشار دولا فين إلى أن مضايا تعتبر اليوم "سجناً مفتوحاً فيه 20 ألف شخص، بينهم أطفال رضع ومسنون، فلا يمكن الدخول إليها أو الخروج منها، ما يؤدي إلى وفاة الأشخاص بداخلها"، مضيفاً: "الأطباء المدعومون من قبلنا أعلنوا عن إصابات عديدة ووفيات بطلقات نارية وجروح جراء انفجار ألغام أرضية من بين الأشخاص الذين حاولوا مغادرة مضايا. كما أن الناس مصابون بحالات يأس حادة، وصلت إلى حد حدوث اضطرابات بين الناس الذين حاولوا الاستحواذ على آخر المواد الغذائية المتوفرة في نقطة توزيع المواد الغذائية المدعومة من قبل أطباء بلا حدود، والمعنية بتوفير الغذاء لمن هم بأمس الحاجة إليه".
اقرأ أيضاً: مضايا من مدينة السياح إلى مدينة الأشباح