شهدت أوساط شعبية في مصر موجة من الغضب بين مصلين، اليوم، خلال خطبة الجمعة، التي تركزت على أهمية العمل التطوعي، حيث ركز غالبية خطباء وزارة الأوقاف والمساجد الحكومية والأزهر على ضرورة التبرع لمصر.
ودعا خطيب مسجد "التقوى"، وسط القاهرة، للتبرع صراحة لـ"صندوق تحيا مصر"، بحسب أحد المصلين، الذي قال لمراسل "العربي الجديد"، إن أحد المصلين قام وسط الخطبة وطالب الخطيب بالتبرع لصالح المواطن الفقير "ولو بكيلو سكر".
بينما ركز خطيب مسجد السيد البدوي بطنطا، والذي نقلت الإذاعة المصرية خطبته، على ضرورة التبرع بأي مبلغ لدعم الحكومة في أزمات الوطن، وكرر الخطيب الدعاء بالبركة لمن يتبرع لمصر.
وكان وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، قرر تخصيص خطبة اليوم لـ"العمل التطوعي.. أهميته وضوابطه"، وأكد أن تخصيص هذا الموضوع يأتي لأهمية العمل التطوعي في المجتمع في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية، وباعتباره بابا واسعا من أبواب التكافل الاجتماعي والحث على الخيرات في مختلف المجالات.
فيما تناسى خطباء المساجد دور النظام والحكومة في توفير الحياة الكريمة للمواطن بما يتماشى مع استراتيجية "الدين في خدمة الحاكم"، التي باتت معتمدة مجددا منذ الانقلاب العسكري في يوليو/تموز 2013.
وسبق أن دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المواطنين إلى التبرع للدولة بحجة دعم الاقتصاد، رغم زيادة نسبة الفقر بينهم، بحسب تقديرات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، وتنوعت الدعوات التي باتت توصف باسم حملات "الشحاتة"، بحسب مراقبين، بين "صندوق دعم مصر" الذي أطلقه رجال أعمال لتلقي التبرعات في 5 يوليو/تموز 2013، وجمع الصندوق 827 مليون جنيه قبل أن يتم إلغاؤه ونقل أمواله لصندوق "تحيا مصر" الذي فرض السيسي على حساباته نوعًا من السرية وجعله غير خاضع لأي جهاز رقابي، ثم "حملة المليار" لجمع 25 مليار جنيه، وهو المبلغ اللازم لتطوير عشوائيات مصر، في ديسمبر/كانون الأول 2013، ونفذت المبادرة 1100 وحدة سكنية بكلفة 480 مليون جنيه نهاية 2016.
وحملة "صبّح على مصر" في فبراير/شباط 2016 للتبرع يوميا عبر الهواتف المحمولة عن طريق إرسال رسائل، وحملة "اتبرعي بجرام ذهب" في أغسطس/آب 2016، ودشنتها مجموعة من النساء استجابة لدعوة السيسي لسيدات مصر للوقوف بجانب وطنهن.
وأخيرا جاءت مبادرة "الفكة" في سبتمبر/أيلول الماضي، أثناء تسليم عقود شقق لأهالي "غيط العنب" بالإسكندرية، حيث طالب السيسي المصريين بالتنازل عن الفكة في مرتباتهم، قائلا "لو سمحتم أنا عايز الفلوس دي، إزاي ناخدها أنا معرفش".