في ورقة بحثية نشرت مؤخراً في جريدة "السلوك التنظيمي"، جمع باحثون أميركيون نتائج دراستين اختبرتا تأثير أنواع مختلفة من الموسيقى على السلوك التعاوني من الأفراد، الذين يعملون كفريق واحد. وقد خرجوا بنتيجة أنّ الموسيقى التفاؤلية يمكنها أن تعزز روح التعاون في العمل.
في كلّ دراسة على حدة، جمع المشاركون في فرق من ثلاثة أفراد، كلّ عضو في فريق له فرص متعددة، كالإسهام في تقدير قيمة الفريق باستخدام عملات رمزية يمنحها لغيره، أو عدم تشجيع الفريق والاحتفاظ بالعملات الرمزية للاستخدام الشخصي له.
مع تشغيل موسيقى سعيدة ومتفائلة مثل أغاني "أيام سعيدة" و"الفتاة ذات العيون البنية" و"الغواصة الصفراء" و"السير في أشعة الشمس" و"أمواج" كان أعضاء الفريق أكثر قابلية للمشاركة في رفع قيمة المجموعة.
وعندما جرى تشغيل موسيقى غير سارة مثل أنواع الـ"هيفي ميتال" التي تؤديها فرق موسيقية غير معروفة كثيراً، كان المشاركون في التجربة أكثر قابلية للاحتفاظ بالعملات الرمزية لأنفسهم فقط.
وجد الباحثون أنّ معدلات المشاركة للصالح العام عند تشغيل الموسيقى المبهجة والمتفائلة، كانت أكثر بمقدار الثلث تقريباً مقارنة بالموسيقى الأقل سروراً. وعندما أجرى الباحثون تجربة ثانية تختبر كيف يتفاعل الناس مع عدم تشغيل الموسيقى على الإطلاق، كانت النتيجة نفسها مثل الموسيقى غير السارة.
وهو ما جعل الباحثين يخلصون إلى أنّ الموسيقى السعيدة تستحث الأعضاء على اتخاذ قرارات إيجابية، أو المشاركة في القرارات التي تسهم في مصلحة الفريق.
يقول عالم السلوكيات في جامعة كورنيل والمؤلف الرئيسي لهذه الورقة، كيفن كنيفن: "الموسيقى جزء واسع النطاق من حياتنا اليومية، سواء أكنا نلاحظ ذلك في وعينا أم لا". ويضيف: "الموسيقى قد تكون ذائبة في الخلفية في أماكن مثل محلات السوبرماركت، وأحياناً تكون بارزة جداً كما في بعض أماكن العبادة أو التجمعات أو مؤتمرات الانتخابات. وتُظهر نتائجنا أنّ الناس يبدون أكثر قابلية للتناغم مع بعضهم بعضاً إذا كانوا يستمعون إلى موسيقى ذات إيقاع سار ثابت".
بدوره، يقول مدير مختبر كورنيل للأغذية والعلامات التجارية، بريان وانسينك: "العظيم في النتائج أنّ الموسيقى السعيدة لديها القدرة على جعل مكان العمل أكثر تعاوناً ودعماً بشكل عام". يعلق كنيفن: "دراستنا تشير إلى أنّ أنظمة الصوت في المكاتب لم تكن تلقى اهتماماً بالرغم من أنّها وسيلة مهمة لتحفيز التعاون بين زملاء العمل".