وتأتي هذه الخطوة في اتجاه مخالفٍ لدعوة عمّمتها الإدارة العامة للنشاط الطلابي بولاية الخرطوم، (جهاز حكومي) على المدارس السودانية، بتخصيص طابور الصباح بجميع المؤسسات الدراسية في العاصمة للتضرع والدعاء لرفع الغلاء والبلاء ليوم واحد.
وأقرّت الحكومة أخيراً رفع الدعم عن الأدوية، بإسقاط نسبة الـ"10 في المائة" التي كانت تخصصها من إيرادات الصادر من العملات الصعبة لصالح استيراد الأدوية، الأمر الذي قاد لارتفاع أسعار الدواء وجعلها تتفاوت بين 100 إلى 300 بالمائة.
وحسب شهود عيان، فإنّ 3 مؤسسات ثانوية بشارع المدارس بمدينة بحري، اثنتان منها للبنات خرجت اليوم في تظاهرات عند فترة الإفطار وجابت المناطق المجاورة، ما دفع مدارس أخرى للمساندة والتظاهر بعدد من المناطق القريبة منها.
وهتف الطلاب ضدّ القرارات الاقتصادية الحكومية الجديدة التي قادت لزيادة أسعار الدواء والمواصلات العامة، وحمل بعضهم لافتات من ملصقات حائطية كتبت عليها بخطّ اليد عبارات تندد بهذه الخطوة، وأخرى تشيد بوسم "أعيدوا الدعم للدواء" الذي غرّد به أكثر من ستين ألف مغرّد على مواقع التواصل الاجتماعي وحصد تأييد فنانين ومشاهير عرب.
ووفقاً للشهود، فإنّ السلطات تحاشت الاقتراب من التظاهرة كما لم تعمد الشرطة إلى نشر قواتها، في الوقت الذي وجدت فيه الخطوة تفاعلاً من قبل عدد من المواطنين الرافضين لقرار رفع الدعم، وحرصت المدارس القريبة من التظاهرات على إنهاء اليوم الدراسي مبكراً، وإعادة الطلاب لمنازلهم للحدّ من زيادة رقعتها، حسب تصريحات متفرقة لأساتذة بتلك المدارس.
وتواترت الأنباء عن اعتقالات طاولت عدداً من الأساتذة في المدارس التي تظاهرت لاتهامهم بتحريك الطلاب نحو الخطوة.
وفي اتجاه موازٍ، حصدت دعوة الإدارة العامة للنشاط الطلابي إلى حثّ المدارس ورياض الأطفال في الخرطوم على تخصيص الطابور الصباحي للتضرع والدعاء لرفع الغلاء والبلاء عن كاهل الشعب السوداني خلال الأسبوع الحالي انتقادات وسخرية واسعة وسط السودانيين، واعتبرها البعض بمثابة "استهبال" بالنظر إلى مسؤولية الحكومة في رفع الأسعار.
وأكد عدد من أساتذة هذه المدارس لـ "العربي الجديد" أنّهم لم يستلموا أي توجيه بالتضرع لرفع الغلاء والبلاء من الإدارة، مبدين استغرابهم من هذه الدعوة.