أخرجت الأمطار التي تساقطت في المدن الجزائرية الجزائريين من سباتهم، وأبرزت الجانب التهكمي الساخر لدى كثير منهم في محاولة لإيجاد مخرج للتعبير عن واقع مرير تسبب في غرق العاصمة، وسط حديث رسمي عن نهضة تنموية خلال السنوات الأخيرة.
واتفق الجزائريون على شيء واحد، وهو أن العاصمة تعوم فوق أخطاء تقنية، أهمها قنوات الصرف الصحي المسدودة التي ينتج عنها تكرار الفيضانات والسيول وتعطل الحياة اليومية للمواطنين.
وعبر كثيرون عن غضبهم وامتعاضهم من انسداد قنوات الصرف الصحي على مستوى الشوارع والأحياء السكنية، وبات شائعاً التهكم أن أحد المسؤولين "سيفتح خطاً ملاحياً بين منطقتين في العاصمة" ما يستدعي تركها غارقة.
اللافت أن غضب الجزائريين وتنديدهم بالواقع، جاء في قالب فكاهي حملته تعليقات رواد الشبكات الاجتماعية، فمنهم من اقترح تشغيل سفن من أجل المرور من حي إلى آخر، وطرح آخرون فكرة تحويل الطريق السريع إلى ميناء، وسخر آخرون أن غرق العاصمة يفتح المجال أمام المنافسة في السباحة، بينما ذهب آخرون إلى أن الحل الأجدر في الشتاء هو استبدال المترو والترامواي والسيارات بالمراكب.
كثيرون ذاقوا الويل للوصول إلى منازلهم في العاصمة، فهناك من قضى ساعات لقطع 30 كيلومتراً، وهناك من غرقت سيارته، وهناك من انتظر طويلاً لتدخل رجال الدفاع المدني لإخراجه من البيت بعدما بات خطراً بسبب الأمطار.
وتدلل التعليقات الساخرة، أن الجزائري بات ناقماً على المسؤولين، يقول الإعلامي، نور الدين سعودي، لـ"العربي الجديد"، إن "الأمطار تعري فضائح كثيرة لدى المسؤولين، بداية من حفرة كادت تبتلع خمس سيارات بمن فيها، إلى الشوارع المغلقة بسبب الأوحال، والسيول التي جرفت الأخضر واليابس في العاصمة. تعودنا في الجزائر على تنقية البالوعات ومواقع الصرف الصحي خلال الصيف وليس عند نزول المطر".
وسبق أن عاش سكان الجزائر مرارة فيضانات نوفمبر/تشرين الثاني 2001، عندما غرقت العاصمة بسبب انسداد قنوات صرف المياه.
Twitter Post
|