أقال رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، المديرة العامة للشركة التونسية للسكك الحديدية التونسية، ومسؤولين آخرين في الشركة على إثر الحادث المروّع الذي حدث، صباح اليوم، بولاية بن عروس وسط تونس العاصمة، وأدى إلى وفاة خمسة ركّاب، وإصابة 52 جريحاً.
والتقى الشاهد وزير النقل، أنيس غديرة، مساء اليوم، للوقوف على ملابسات وحيثيات الحادث ولتحديد المسؤوليات بحسب بيان لرئاسة الحكومة.
وطالب المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، بكشف الحقائق حول ملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات المباشرة التي أدت إلى وقوعه محمّلاً وزارة النقل المسؤولية الفعلية في تكرار مثل هذه الحوادث، داعياً المسؤولين السياسيين إلى الاضطلاع بهذا الواجب أو الاستقالة من مناصبهم إن كانوا غير مؤهلين لذلك.
وأضاف المنتدى في بيانه، أنه لابد من تحديد المسؤوليات المباشرة التي أدت لوقوع الحادث، خاصة بعد تبين العطب المعطل للإشارات الضوئية وللحواجز على مستوى مفترق الحادث منذ مدة طويلة.
واعتبر المرصد أن تكرار مثل هذه الحوادث الأليمة في السنوات الأخيرة، يؤشر على غياب إرادة سياسية حقيقية لمعالجة أسبابها وتفاديها، محملاً وزارة النقل المسؤولية الفعلية في تكرار مثل هذه الحوادث، وفي تردي خدمات مرفق النقل العمومي عامة.وكان القطار قد صدم حافلة ركاب صباحاً في ضاحية جبل الجلود المتاخمة للعاصمة تونس، وأمر رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، بفتح تحقيق فوري لتحديد المسؤوليات، وطلب من وزيري النقل والصحة الانتقال إلى مكان الحادث وتسخير كافة الإمكانات لإسعاف المصابين.
وقال المسؤول بالدفاع المدني، معز الدبابي، لـ"العربي الجديد"، إن بين القتلى رضيعاً كانت والدته تحمله إلى المستشفى للعلاج، وأمنيين وعسكرياً وامرأة، مبيناً أن أغلب المسافرين في القطار والحافلة من موظفي الدولة ممن كانوا متجهين إلى وظائفهم.
وأفاد الدبابي، أنّ بين المصابين "7 حالات حرجة إصاباتهم في القفص الصدري والرأس"، مرجحاً ارتفاع عدد الوفيات، مبيناً أنّ بعض المصابين يمرون بحالة صدمة وتجري متابعتهم نفسياً. وأشار إلى أن وحدات الدفاع المدني سخّرت 11 سيّارة إسعاف وشاحنات إطفاء وإنقاذ.
وقال مصدر من مكتب الإعلام بوزارة الصحة، لـ"العربي الجديد"، إن خلية الطوارئ بوزارة الصحة قامت بتسخير سيارات الإسعاف التي انتقلت في وقت قياسي إلى مكان الحادث، وتولت نقل وإسعاف المصابين.
وأضاف المصدر، أنه تم توزيع المصابين على عدد من المستشفيات، بينها مستشفى الحروق البليغة ببن عروس، وشارل نيكول والمنجي سليم بالمرسى ومستشفى الأطفال بتونس والمستشفى العسكري.
وأكد مساعد وكيل الجمهورية في بن عروس، أن "الحواجز في مفترق السكة التي وقع بها الحادث معطلة والإشارات الضوئية لا تعمل". وأضاف في تصريح إذاعي، أن "العامل المكلف برفع الحاجز يبدأ العمل في الساعة السابعة صباحاً، بينما وقع الحادث في الساعة السادسة وعشر دقائق".
وأكد والي بن عروس، في تصريح إعلامي، أنه تمت إزالة حطام الحافلة بهدف إعادة تشغيل السكة الحديدية بعد أن تسببت في تعطيل حركة المرور على الطريق الوطنية رقم 1.