وبعد ساعات من عمليات البحث بين الكتل الإسمنتية وركام الحديد، أسفرت جهود مجموعة من رجال الإطفاء الذين أرسلوا من كيتو إلى إقليم مانابي (غرب)، الأكثر تضررا، عن نتيجة، حيث أعلن رجال الإطفاء على تويتر: "بعد ساعات طويلة من العمل المضني، عثرنا على ثلاثة أشخاص أحياء بين الأنقاض في تاركي". وأرفقوا رسالتهم بصورة لعمال الإنقاذ ينقلون رجلا وامرأتين، كانوا عالقين تحت الأنقاض.
ومن كل أنحاء البلاد، توجهت الاثنين شاحنات تنقل ثياباً ومساحيق تنظيف وأدوية وموادّ غذائية، إلى ساحل المحيط الهادئ الذي تعرض مساء السبت لزلزال كبير قوّته 7.8 درجات، وأسفر عن 272 قتيلا و2068 جريحا، كما تفيد الحصيلة الأخيرة.
ونقلت الإثنين جرافات أيضاً إلى المنطقة التي ضربها الزلزال، للمساعدة في رفع أنقاض المباني والمنازل المنهارة.
وقال وزير الخارجية، غيوم لونغ، إن تعزيزات وخبراء من فنزويلا وكولومبيا والبيرو والمكسيك وكوبا وبوليفيا وتشيلي وسويسرا وإسبانيا، وصلوا إلى مكان الزلزال. وأضاف على حسابه في تويتر "سنتعاون غدا (الثلاثاء) في الأعمال التي تلي مرحلة الإنقاذ". وتقول السلطات الإكوادورية إن اثنين من الكنديين هما بين القتلى.
وعلى الساحل الإكوادوري، يبحث المنكوبون بأيديهم عن مفقوديهم تحت الأنقاض، بعد أكثر من ثلاثين ساعة على الزلزال، وما زالوا يأملون في العثور على ذويهم.
وفي مانتا، قالت فيرونيكا بالادين التي كانت رغم بنيتها الضعيفة تبعد بقوة ركام الفندق الذي كان يعمل فيها خافييه سانغوشو (25 عاما)، إن "زوجي هنا".
وقالت المرأة السمراء (24 عاما)، "كان يقوم بأعمال الرسم. كان قد ذهب للاستراحة عندما حدث الزلزال". ثم أجهشت بالبكاء لدى التحدث عن زوجها وولديها اللذين يبلغان السابعة والثانية من العمر.
وكانت مدينة بيديرنال الساحلية، مركز الزلزال، والمعروفة بنشاطها السياحي الكبير، تشبه اليوم الاثنين ساحة معركة من خلال بيوتها المدمرة وفنادقها المنهارة وأعمدة الكهرباء المحطمة.
وقال نائب الرئيس خورخي غلاس "لقد أفرج حتى الآن عن 300 مليون دولار للحالات الطارئة و150 مليونا لإعادة الإعمار".
وأضاف "هنا في بيديرنال، انتشل أشخاص على قيد الحياة من بين الأنقاض، ولا نفقد الأمل. لا نستبعد" إمكانية العثور على ناجين آخرين.
وبات الناس يتخوفون من هزات ارتدادية جديدة.
وأفاد تقرير لمعهد الجيوفيزياء أن "عدد الهزات الارتدادية يميل إلى التراجع، لكن لا يمكننا استبعاد حصول هزات جديدة تفوق قوتها 5 درجات".
وأعلن الاتحاد الأوروبي تفعيل الآلية الأوروبية للحماية المدنية لمساعدة هذا البلد الواقع في أميركا الجنوبية، بينما أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري دعم الولايات المتحدة.
ورغم الأضرار المادية الكبيرة، لم تتأثر البنى التحتية النفطية "الاستراتيجية" التي من المتوقع أن تواصل أعمالها، كما أكد وزير الموارد الاستراتيجية رافايل بوفيدا.