من جانبه، برر المتحدث باسم وزارة الكهرباء العراقية، مصعب المدرس، في تصريح صحافي اليوم، ازدياد ساعات القطع المبرمج للتيار الكهربائي بـ"تأخر صيانة وحدات توليد الطاقة الكهربائية، وشح الوقود اللازم لتشغيل تلك المحطات، بسبب عدم صرف ميزانيتها المالية الخاصة؛ ما يسبب فقدان الشبكة الكهربائية في البلاد ما يقرب من 6500 ميغاواط".
وأعلنت وزارة الكهرباء العراقية، مطلع الشهر الجاري، أن "ساعات تزويد المواطنين بالطاقة الكهربائية ستشهد تقليصاً خلال موسم الصيف الحالي"، ما أثار استياء وغضب العراقيين.
وسببت أزمة الكهرباء خروج مظاهرات حاشدة اجتاحت معظم مدن العراق منتصف عام 2015؛ طالبت بإقالة وزير الكهرباء، قاسم الفهداوي، على خلفية تصريح له على إحدى الفضائيات؛ طالب فيه العراقيين بإطفاء "السخانات" في منازلهم لتقليل الصرف، في وقت لا تنعم فيه منازل العراقيين بالكهرباء من الأساس.
واجتاحت التظاهرات عموم البلاد لتتحول إلى أزمة سياسية؛ خرج على إثرها رئيس الوزراء، حيدر العبادي، ليعلن عن خطة شاملة تحمل حزمة من الإصلاحات السياسية تنفيذاً لمطالب المتظاهرين، لكن شيئاً منها لم ينجز حتى الآن.
ويلجأ العراقيون إلى بدائل الطاقة الكهربائية لسد النقص الحاد، كالمولدات الكهربائية المنزلية الصغيرة، أو المولدات الأهلية التي تزود الأحياء السكنية بالطاقة، مقابل اشتراك شهري، ما يثقل كاهل المواطنين بشكل كبير.
وتعتبر المولدات المنزلية الصغيرة إحدى بدائل الطاقة التي يقبل عليها العراقيون، لكنها تحتاج مصاريف إضافية للوقود والتصليح الشهري.
ويقول فائز حسن (41 عاماً) من أهالي بغداد، "لقد أصابنا الإحباط الشديد من الحكومات المتعاقبة التي لم تستطع معالجة ملف الكهرباء، بسبب الفساد والسرقات وتسليم الوزارة لأشخاص غير قادرين على إدارتها وتطويرها".
ويضيف لـ"العربي الجديد"، "نلجأ إلى المولدات المنزلية الصغيرة لتوفير الطاقة في حر الصيف الحارق الذي تصل فيه درجات الحرارة إلى أكثر من 50 درجة مئوية، لكن هذا يثقل كاهلنا بمصاريف إضافية للوقود وقطع الغيار".
وانتشرت بشكل لافت ورش بيع وتصليح المولدات المنزلية في العراق بعد 2003، وتزايدت خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير. ماضي علي، صاحب ورشة لتصليح المولدات المنزلية، يقول "بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء الوطنية يلجأ الناس إلى شراء المولدات الصغيرة لتعويض الكهرباء، وهي تحتاج إلى وقود وقطع غيار بشكل مستمر، فضلاً عن أصواتها المزعجة".
ووصلت درجات الحرارة العام الماضي في العديد من مناطق العراق، ومنها العاصمة بغداد، ومناطق الوسط والجنوب، إلى معدلات غير مسبوقة في تاريخ البلاد الحديث، حيث سجلت بغداد ارتفاعاً في درجات الحرارة وصل إلى أكثر من 55 درجة مئوية، فيما سجلت مدينة البصرة أكثر من 65 درجة، ما سبب حصول حالات اختناق وفقدان للوعي بين المواطنين، وخاصة المرضى وكبار السن والأطفال، وتوفي العديد من النازحين في المخيمات نتيجة الحر الشديد.
وكانت وزارة الكهرباء أعلنت، في بيان سابق، أن حاجة البلاد من الطاقة الكهربائية تبلغ 30 ألف ميغاواط، فيما لا ينتج العراق سوى 11 ألف ميغاواط حالياً، تسعى الوزارة لرفعها إلى 16 ألف ميغاواط.