معاناة أطفال غزة تتزايد في "يوم الطفل الفلسطيني"

05 ابريل 2016
العدوان الإسرائيلي تسبب ببتر ساقه (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
يعيش الطفل الفلسطيني محمد غبن أوضاعاً معيشية وظروفاً قاسية بعد أن بترت قدمه نتيجة استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمنزله في الحرب الأخيرة على قطاع غزة عام 2014، فضلاً عن دمار منزله بشكل كامل.

ولم تتمكن أسرة غبن من إعادة إعمار منزلها الذي دمر بشكل كلي في الحرب الأخيرة نتيجة القيود الإسرائيلية المفروضة على عملية إدخال مواد البناء، بالإضافة لبطء عملية إعادة الإعمار لعدم وفاء كثير من المانحين بتعهداتهم المالية تجاه القطاع.

ويقول غبن (13 عاماً) لـ "العربي الجديد" إن بتر قدمه أثناء عدوان الاحتلال الإسرائيلي يحرمه بشكل يومي من اللعب برفقة أقرانه وإخوانه، لعدم قدرته على السير والركض بحرية، وخشية تعرضه لأي مكروه يفاقم معاناته الصحية.

ويشير الطفل الغزي، إلى الواقع المعيشي السيئ الذي يعيشه أطفال القطاع المحاصر إسرائيلياً منذ عشر سنوات، بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية وعدم قدرة أسر كثيرة على تلبية احتياجات أبنائها.

ويحتفل أطفال فلسطين في الخامس من إبريل/ نيسان من كل عام بيوم الطفل الفلسطيني، لكنّ هذا اليوم يمر كما غيره من الأيام، ثقيلاً على الأطفال وذويهم في غزة المحاصرة.

أما الفتى إسلام أبو الحسنى (15 عاماً) فيروي لـ "العربي الجديد" معاناته اليومية مع اضطراره للعمل يومياً بعد انتهاء دوامه المدرسي لتوفير بعض احتياجات أسرته الفقيرة، مع عدم قدرة والده على توفير احتياجاتهم لغياب فرص العمل.

لا أفراح في "يوم الطفل الفلسطيني" في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)


ويقول أبو الحسنى إن أطفالاً كثيرين في القطاع يضطرون للعمل لمساعدة عوائلهم وهذا على حساب تعليمهم، مشيراً إلى أن الأطفال والفتية في غزة يعانون بشكل كبير من غياب الوسائل الترفيهية بحكم تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية.

ويتمنى أن يتوقف الاحتلال عن سياسة الحروب المتلاحقة حتى يعيش فتية وأطفال القطاع كما نظرائهم على مستوى العالم.

ويقدر عدد الأطفال العاملين في القطاع بنحو 9700 طفل تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عاماً، منهم 2900 تحت سن العمل القانونية وهو 15 عاماً وفقاً للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

من جانبه، يقول رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده إن الأطفال الفلسطينيين يدفعون الجزء الأكبر من فاتورة الاستهداف المتواصل من قبل الاحتلال الإسرائيلي بمختلف مكوناتهم، ما ينعكس سلباً على الصعيد النفسي والاجتماعي.

الحصار يمنعهم من عيش طفولة يستحقونها (عبد الحكيم أبو رياش) 


ويؤكد عبده لـ "العربي الجديد" أن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية ما يتعرض له الأطفال الفلسطينيون في ظل اعتداءاته واستهدافه المباشر للضفة الغربية والقطاع.

ويشير عبده إلى أن ربع ضحايا الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع عام 2014 كانوا من الأطفال، بالإضافة إلى ارتكابه عمليات قتل واعتقال وتعذيب للأطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية وصولاً إلى افتتاح سجن "غيفعون" الخاص بالأطفال.

ويوضح الحقوقي الفلسطيني، أنّ نحو 50 في المائة من أطفال القطاع يحتاجون إلى دعم نفسي عاجل، مع وصول معدلات انعدام مستوى الأمن الغذائي إلى ما بين 50 و60 في المائة بفعل الظروف الاقتصادية الصعبة.

ويلفت عبده إلى أنه رغم اهتمام الفلسطينيين بشكل كبير بتعليم أطفالهم، إلا أن الآونة الأخيرة شهدت ارتفاعاً في معدلات التسرب المدرسي مع دفع الأبناء إلى سوق العمل نتيجة تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية.

ومنذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000 استشهد نحو 2070 طفلاً، وجرح أكثر من 13 ألف طفل، بالإضافة إلى اعتقال أكثر من 12 ألف طفل، وما يزال 480 طفلاً رهن الاعتقال في سجون الاحتلال، كما تعرض 95 في المائة منهم للتعذيب والاعتداء خلال حملات الاعتقال والتحقيق وانتزاع الاعترافات بالإكراه في غياب محامين أثناء الاستجواب.