مذ كان صغيراً، عرف الإيراني عبدالله عباسي ما يريد أن يكون في المستقبل. أراد صنع الآلات الموسيقية وهو ما حققه بل أتقنه، كما أعاد القيثارة إلى الحياة
تعدّ صناعة الآلات الموسيقيّة فناً حقيقياً وتتطلّب حرفية ودقة ومهارة. هذا ما يقوله عبد الله عباسي لدى التعريف عن مهنته التي احترفها منذ أكثر من ثلاثة عقود. كان قد تخصّص في صناعة الآلات الموسيقية الوترية الإيرانية. واليوم، يدرك أن عدد من يتقنون هذه المهنة إلى تراجع، وخصوصاً أنها تحتاج إلى رأس مال، علماً أن كلفة صناعة الآلة الموسيقية يدوياً تعدّ مرتفعة، فضلاً عن عدم الإقبال على شراء هذه الآلات إلا من نخبة من الفنانين والموسيقيين وليس الهواة أو الراغبين في تعلم الموسيقى.
اعتاد عبد الله عباسي، وهو إيراني من مواليد عام 1962، الجلوس على مقربة من والده خلال عمله في ورشة النجارة الخاصة به في طهران. كان يستخدم الألواح الخشبية التي يحب اللعب فيها، ليبدأ تركيب مجسّمات وهو في الخامسة عشرة من عمره. وكان قد صنع أول آلة موسيقية في عمر التاسعة عشرة، بعدما استعار آلة الكمان من صديقه، وقرر صناعة نسخة مطابقة لها. وهذا ما فعله ليبدأ بعدها بتعلّم الموسيقى، وقد أتقن العزف على الكمان على يد أسد الله ملك.
في وقت لاحق، كرّر تجربة نسخ الآلات الموسيقية ليتقن مع الوقت صناعتها. بعد الكمان، ركز على صنع آلة "تار"، وهي آلة موسيقية إيرانية معروفة، وأتقن العزف عليها. وفي ثمانينيات القرن الماضي، بدأ بصناعة آلة "السيتار"، بعدما أحب صوتها كثيراً. لاحقاً، صنع آلة الغيتار وكان هناك إقبال عليها من قبل عدد من الفنانين والراغبين بتعلم الموسيقى من الإيرانيين. يضيف أنه تعرف مع الوقت إلى أساتذة موسيقيين أعجبوا بعمله وقدرته على صناعة الآلات الموسيقية بهذه الطريقة من دون اللجوء إلى دورات للتعلم. اكتفى بقراءة الكتب حتى أتقن المهنة، لافتاً إلى أن الخبرة والتجربة هما الأهم لاحتراف صناعة الآلات الموسيقية.
المرحلة الأبرز في حياته، والتي شكلت نقطة تحول في مسيرته المهنية، كانت صناعته أول قيثارة إيرانية في العصر الحديث. وقد أعاد هذه الآلة للحياة بعد مرور وقت طويل على اختفائها. كان شكلها مثلث الأضلاع قبل أن تتطور صناعتها وتصير على شكل مقوس.
يوضح أنه في عام 1962، عثر علماء أميركيون في دزفول (جنوب إيران) على ألواح طينية حفرت عليها نقوش تدل على إقامة الإيرانيين القدامى حفلات موسيقية، وكانت القيثارة الآلة الموسيقية الحاضرة فيها.
تضاءل استخدام هذه الآلة تدريجياً. يعزو عباسي الأمر للاهتمام بصناعة آلات موسيقية إيرانية أخرى ظهرت بعد القيثارة التي اختفت وعادت في زمن الشاه محمد رضا بهلوي. في ذلك الوقت، أحضر أستاذاً من هولندا وعلّم عشرة موسيقيين إيرانيين العزف على هذه الآلة المندثرة. وبعد الثورة، دخلت البلاد في مرحلة غير مستقرة سياسياً، ما انعكس على كل جوانب الحياة، حتى أن الموسيقى تأثرت سلباً.
اقــرأ أيضاً
تعدّ صناعة الآلات الموسيقيّة فناً حقيقياً وتتطلّب حرفية ودقة ومهارة. هذا ما يقوله عبد الله عباسي لدى التعريف عن مهنته التي احترفها منذ أكثر من ثلاثة عقود. كان قد تخصّص في صناعة الآلات الموسيقية الوترية الإيرانية. واليوم، يدرك أن عدد من يتقنون هذه المهنة إلى تراجع، وخصوصاً أنها تحتاج إلى رأس مال، علماً أن كلفة صناعة الآلة الموسيقية يدوياً تعدّ مرتفعة، فضلاً عن عدم الإقبال على شراء هذه الآلات إلا من نخبة من الفنانين والموسيقيين وليس الهواة أو الراغبين في تعلم الموسيقى.
اعتاد عبد الله عباسي، وهو إيراني من مواليد عام 1962، الجلوس على مقربة من والده خلال عمله في ورشة النجارة الخاصة به في طهران. كان يستخدم الألواح الخشبية التي يحب اللعب فيها، ليبدأ تركيب مجسّمات وهو في الخامسة عشرة من عمره. وكان قد صنع أول آلة موسيقية في عمر التاسعة عشرة، بعدما استعار آلة الكمان من صديقه، وقرر صناعة نسخة مطابقة لها. وهذا ما فعله ليبدأ بعدها بتعلّم الموسيقى، وقد أتقن العزف على الكمان على يد أسد الله ملك.
في وقت لاحق، كرّر تجربة نسخ الآلات الموسيقية ليتقن مع الوقت صناعتها. بعد الكمان، ركز على صنع آلة "تار"، وهي آلة موسيقية إيرانية معروفة، وأتقن العزف عليها. وفي ثمانينيات القرن الماضي، بدأ بصناعة آلة "السيتار"، بعدما أحب صوتها كثيراً. لاحقاً، صنع آلة الغيتار وكان هناك إقبال عليها من قبل عدد من الفنانين والراغبين بتعلم الموسيقى من الإيرانيين. يضيف أنه تعرف مع الوقت إلى أساتذة موسيقيين أعجبوا بعمله وقدرته على صناعة الآلات الموسيقية بهذه الطريقة من دون اللجوء إلى دورات للتعلم. اكتفى بقراءة الكتب حتى أتقن المهنة، لافتاً إلى أن الخبرة والتجربة هما الأهم لاحتراف صناعة الآلات الموسيقية.
المرحلة الأبرز في حياته، والتي شكلت نقطة تحول في مسيرته المهنية، كانت صناعته أول قيثارة إيرانية في العصر الحديث. وقد أعاد هذه الآلة للحياة بعد مرور وقت طويل على اختفائها. كان شكلها مثلث الأضلاع قبل أن تتطور صناعتها وتصير على شكل مقوس.
يوضح أنه في عام 1962، عثر علماء أميركيون في دزفول (جنوب إيران) على ألواح طينية حفرت عليها نقوش تدل على إقامة الإيرانيين القدامى حفلات موسيقية، وكانت القيثارة الآلة الموسيقية الحاضرة فيها.
تضاءل استخدام هذه الآلة تدريجياً. يعزو عباسي الأمر للاهتمام بصناعة آلات موسيقية إيرانية أخرى ظهرت بعد القيثارة التي اختفت وعادت في زمن الشاه محمد رضا بهلوي. في ذلك الوقت، أحضر أستاذاً من هولندا وعلّم عشرة موسيقيين إيرانيين العزف على هذه الآلة المندثرة. وبعد الثورة، دخلت البلاد في مرحلة غير مستقرة سياسياً، ما انعكس على كل جوانب الحياة، حتى أن الموسيقى تأثرت سلباً.
قرر عباسي إعادة القيثارة إلى الحياة، ونجح في صناعتها عام 2006. كذلك، عرضها في أحد المعارض وقد نالت إعجاباً كبيراً. في الوقت الحالي، سجلت صناعة القيثارة باسمه. يقول إن تجربته كانت صعبة للغاية، وخصوصاً أنه كان عليه أن يطلب نوعاً خاصاً من الخشب لنحتها، وأسلاكاً خاصة لصناعة أوتارها. إلا أن التكنولوجيا الحديثة والإنترنت ساعداه، وطلب ما يحتاج له من الخارج، وضمّ قيثارته الأولى لقائمة الآلات الموسيقية التي يتقن صناعتها.
في وقت لاحق، عادت القيثارة إلى فرقة الأوركسترا الوطنية الإيرانية، وأصبحت جزءاً أساسياً منها. وعلى الرغم من أن عدد العازفين الذين يتقنون العزف قليل، إلا أن الشباب يبدون رغبة في تعلم العزف عليها. يلفت إلى أن مهمته نجحت بالفعل. يبدو راضياً عن تجربته على الرغم من الصعوبات التي مر بها. وعلى الرغم من كونه عضواً في مؤسسة الصناعات اليدوية والتراثية (مؤسسة حكومية معنية بهذه الشؤون)، إلا أنه لا يحصل على دعم مالي أو مساعدات.
إلى ذلك، يشير عباسي إلى أن صناعة الآلات الموسيقية الوترية الإيرانية تعد جزءاً أساسياً ورئيسياً من حفظ الموسيقى التقليدية أو الكلاسيكية. بالتالي، على المعنيين اتخاذ خطوات لتشجيع الجيل الجديد على تعلم هذه المهنة التي اختارها بنفسه بسبب حبه لها.
وعن إقبال الجيل الجديد على هذه المهنة، يقول عباسي إنه يلاحظ حب الشباب للموسيقى الإيرانية، لافتاً إلى أن كثيرين يتعلمون العزف على الآلات الوترية التقليدية. لكنه يلفت إلى أن غالبيتهم غير قادرين على اقتناء آلات موسيقية كتلك التي يصنعها بسبب أسعارها العالية، نتيجة كلفة المواد الخام المستخدمة في صناعتها.
في المقابل، يعدّ إقبالهم على تعلّم صناعة الآلات الموسيقية ضعيفاً. فمنذ ثلاثين عاماً، أي منذ احترافه هذه المهنة، طلب منه عشرة أشخاص فقط تعلم مهنته هذه. يقول إنه كان لدى هؤلاء دخل ثابت ووظيفة، ورغبوا في تعلم صناعة الأدوات الموسيقية بسبب حبهم لها.
اقــرأ أيضاً
في وقت لاحق، عادت القيثارة إلى فرقة الأوركسترا الوطنية الإيرانية، وأصبحت جزءاً أساسياً منها. وعلى الرغم من أن عدد العازفين الذين يتقنون العزف قليل، إلا أن الشباب يبدون رغبة في تعلم العزف عليها. يلفت إلى أن مهمته نجحت بالفعل. يبدو راضياً عن تجربته على الرغم من الصعوبات التي مر بها. وعلى الرغم من كونه عضواً في مؤسسة الصناعات اليدوية والتراثية (مؤسسة حكومية معنية بهذه الشؤون)، إلا أنه لا يحصل على دعم مالي أو مساعدات.
إلى ذلك، يشير عباسي إلى أن صناعة الآلات الموسيقية الوترية الإيرانية تعد جزءاً أساسياً ورئيسياً من حفظ الموسيقى التقليدية أو الكلاسيكية. بالتالي، على المعنيين اتخاذ خطوات لتشجيع الجيل الجديد على تعلم هذه المهنة التي اختارها بنفسه بسبب حبه لها.
وعن إقبال الجيل الجديد على هذه المهنة، يقول عباسي إنه يلاحظ حب الشباب للموسيقى الإيرانية، لافتاً إلى أن كثيرين يتعلمون العزف على الآلات الوترية التقليدية. لكنه يلفت إلى أن غالبيتهم غير قادرين على اقتناء آلات موسيقية كتلك التي يصنعها بسبب أسعارها العالية، نتيجة كلفة المواد الخام المستخدمة في صناعتها.
في المقابل، يعدّ إقبالهم على تعلّم صناعة الآلات الموسيقية ضعيفاً. فمنذ ثلاثين عاماً، أي منذ احترافه هذه المهنة، طلب منه عشرة أشخاص فقط تعلم مهنته هذه. يقول إنه كان لدى هؤلاء دخل ثابت ووظيفة، ورغبوا في تعلم صناعة الأدوات الموسيقية بسبب حبهم لها.